أقدم أول أمس, خمسة من المواطنين الإسبان المساندين للبوليساريو على الاعتصام بمقر القنصلية الإسبانية بأكادير ، وذلك بعد أن رحلتهم السلطات المغربية من مدينة العيون التي حلوا بها بالتزامن مع الذكرى الثانية لأحداث كديم إزيك.وعلل هؤلاء اعتصامهم بالقنصلية الإسبانية حتى يتلقوا جوابا عن مطالبهم من طرف الحكومة الإسبانية ، معتبرين أن ترحيلهم من مدينة العيون « يتنافى والقانون الدولي», بل ذهبوا أبعد من ذلك ، طالبين من حكومة ماريانو راخوي أن تعلن رسميا مساندتها للانفصال بالصحراء وأن تبلغ احتجاجها للمغرب على ترحيلهم. غير أن الحكومة الإسبانية لم تستجب لهذه المطالب ، وبعد بضع ساعات قام عدد من الحراس الخاصين بإخراجهم من مقر القنصلية. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن « عددا من الصحفيين الأجانب غادروا مدينة العيون طبقا للقانون وفي ظروف عادية، وبتنسيق تام بين السلطات المغربية والممثليات الدبلوماسية لبلدان هؤلاء الأشخاص المعتمدة في المغرب، وذلك بعد أن طلبت منهم السلطات العمومية ذلك يومي سادس وسابع نونبر الجاري تطبيقا للقوانين المنظمة لعمل الصحافة الأجنبية بالمغرب.» مضيفة أن « هؤلاء الصحفيين كانوا قد دخلوا إلى التراب الوطني دون الإفصاح عن هويتهم الحقيقية, مدعين أنهم قصدوا المملكة المغربية من أجل السياحة« , وأن الأمر يتعلق «ب 19 صحفيا منهم 15 من جنسية إسبانية و4 يحملون الجنسية النرويجية». غير أن مصادر إسبانية ذكرت أن عدد الإسبان الذين تم ترحيلهم عن مدينة لعيون باتجاه أكادير يتجاوز العشرين وأنهم أعضاء بجمعية تابعة لحزب اليسار الموحد ومعروفة بمساندتها للإنفصاليين. وزارة الداخلية اعتبرت أن حضور هذا العدد الكبير من الإسبان المعروفين بمساندتهم للإنفصاليين ، بالإضافة إلى أربعة نرويجيين جاء ، « قصد المشاركة إلى جانب بعض مروجي الأطروحات الإنفصالية في تخليد ما يسمى بالذكرى الثانية لأحداث مخيم إكديم إزيك، قادمين إليها من مدن مغربية أخرى مغيرين بذلك وجهتم الأصلية». ومعلوم أن الذكرى الثانية لأحداث كديم إزيك كانت أمس الخميس ، وحسب مصادر متطابقة, فقد استعد عدد من انفصاليي الداخل للقيام بمظاهرات وافتعال مواجهات مع قوات الأمن ليتكفل أصدقاؤهم الإسبان بتصوير ذلك والنفخ في الأحداث وتسويقها للرأي العام الدولي بصورة مغايرة تخدم مصالح الإنفصاليين. وكانت أحداث كديم إزيك قد كشفت عن هذه النوايا ,حيث أن الأخبار التي روجتها وسائل الإعلام الإسبانية ظهر أنها ملفقة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة وأن من يشهروا ورقة « نشطاء حقوقيين» و« صحافيين» يخدمون أجندة سياسية بعيدة عن المهنية والموضوعية ، وما نشر من صور لأحداث وقعت في غزة وفي الدارالبيضاء إلا خير دليل على ذلك. هذه التحركات التي تحاول إثارة انتباه الأممالمتحدة بالموازاة مع زيارة كريستوفر روس ، تأتي في سياق مغاير للذي وقعت خلاله أحداث كديم إزيك ، فالحزب الشعبي الذي تبنى تحركاتهم قبل سنتين ، منشغل الآن ، وهو يقود الحكومة ، بمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر منها الجار الشمالي وغير مستعد لخلق مشاكل مع المغرب ، وهو ما يفسر عدم انسياقه وراء هذا المخطط ولجوئه إلى القنوات الدبلوماسية مع الرباط لمتابعة الموضوع.