بأسلوب صادم مرة ثانية .. وبعد الجريمة العمرانية التي أقدمت عليها مؤسسة بريد المغرب في حق بوسطة آسفي التاريخية التي دمرت عن آخرها، اكتشف الآسفيون - والمهتمون بالسؤال الثقافي خاصة - اختفاء النصب التذكاري المقام في ساحة سيدي بوذهب عشية عيد الأضحى الذي يخلد لرحلة «رع 2» التي قام بها العالم النرويجي تور هردال على متن قارب مصنوع من ورق البردي من آسفي في اتجاه السواحل الأمريكية في سبعينيات القرن الماضي ، و لم تتبق إلا بضع وبعض الشظايا في مكان النصب.. السرقة الموصوفة هاته يجهل لحد الساعة من كان وراءها ولا الأيادي التي اقترفتها. الحقيقة المؤلمة أن تاريخ المدينة يداس ويخرب والعلامات والبنايات الدالة على قرون من الحضارات المختلفة التي مرت وعاشت في آسفي، يتم انتهاكها وهدمها وسرقتها أمام أعين المسؤولين .. ولا أحد يتحرك . بالأمس القريب سرق مدفع تاريخي هولندي من السور البرتغالي، اختفت ساعات ثمينة من المسجد الأعظم وتحف ذات قيمة تاريخية لا تقدر بثمن ، بجانب قصر البحر البرتغالي ، احتل برلماني معروف بسمعته السيئة في «التجارة الانتخابية».. جانب البرج وأطلق مقهى في مكان يمنع فيه البناء ، وجهزها وجملها أمام أعين السلطة مرة أخرى .. ولا أحد استطاع أن يوقفه. ما يظهر بكل وضوح أن المسؤولين في آسفي باختلاف تلاوينهم ، يضعون حماية المآثر التاريخية في آخر سلم اهتماماتهم ، ويتجاهلون ما يجري من تخريب ممنهج في حق تاريخ المدينة، مفضلين لغة الصمت التي تساوي التواطؤ . في السياق ذاته، علمت الجريدة أن مجموعة من الفاعلين المدنيين يستعدون لوقفة احتجاجية في المدينة العتيقة على ما وقع ، وعطفا على ذلك .. قال مسؤولون في الاتحادالاشتراكي إن الحزب يرفض وضد هذه الهجمة الشرسة على المعالم الأثرية ويدين أصحابها ويحمل المسؤولية للسلطات المحلية التي اختارت موقف المتفرج ، أما المجلس البلدي فلا حاجة للكلام عنه .. اللقطاء السياسيون لا ذاكرة لهم ، وبالتالي لا قلب لهم على تاريخ المدينة .