ارتفعت درجة الصراع بين المكتب الجامعي للسباحة وبين السباحين وأوليائهم، وذلك على خلفية الدورية التي وزعتها الجامعة على الفرق وعلى الأبطال، بخصوص الانتقالات من ناد إلى آخر، والذي اعتبر مجحفاً للحيلولة دون انتقال مجموعة من السباحين إلى ناد بعينه. الجامعة، وفي الدورية المعلومة، أكدت أنه لن تسمح للسباحين بالانتقال إلى ناد محدد دون أن يكون في عمر النادي داخل خريطة السباحة الوطنية أكثر من ثلاث سنوات، إضافة إلى أنه على السباح أن يؤدي ثمن انتقاله الى الجامعة بمبالغ اعتبرت مجحفة وتهدف بالأساس إلى توقيف مسار البطل وحرية اختيار النادي الذي يريد الانتماء إليه ويرتاح بداخله، ويوفر له كل وسائل النجاح، الأمر الذي اعتبرته أطراف داخل الجامعة، أن مثل هذه الانتقالات تجفف منابع مجموعة من الأندية التي لا توفر الحد الأدنى من الوسائل والإمكانيات . آباء وأولياء السباحين والسباحات، وعلى خلفية هذه القرارات الجامعية التي اعتبروها مجحفة، سيتخذون في الأيام القليلة المقبلة مجموعة من الخطوات للدفاع عن أبنائهم ومن خلالهم السباحة الوطنية. ومن أولى هذه الخطوات، تنفيذ وقفة احتجاجية اليوم الأربعاء أمام المركب الرياضي محمد الخامس، لتنبيه المسؤولين أن تواجدهم داخل الجامعة هو من أجل خدمة السباحين والعمل على تطوير الأداء، وليس من أجل اتخاذ قرارات زجرية والحد من تطوير المحيط العام لهذه الرياضة، عبر إصدار قرارات ودوريات تخنق السباحة والسباحين. آباء وأولياء السباحين، يعتزمون، أيضا، مقابلة وزير الشباب والرياضة، من أجل إحاطته علماً بما يجري داخل الجامعة، ومن أجل دفعه إلى تصحيح وتقويم مسار هذه الجامعة، التي عوض أن تساهم في تطوير الأداء، تقوم بإصدار قرارات تحد من النشاط الرياضي، ومن التداريب التي هي أهم محرك ومساهم في تحقيق الأرقام، التي وحدها القادرة على فتح الأبواب أمام الأبطال الذين يراهنون بقوة على أن يمثلوا المغرب في المحافل الدولية أحسن تمثيل. وعلى هذا المستوى، يتساءل الآباء والأولياء عن دور اللجنة الأولمبية الوطنية، وعن دور الوزارة الوصية، حتى يظل الجميع مستقيماً مع القانون ومع مضامينه التي تضمن الحقوق وتتكفل بالواجبات. ومن أولى الحقوق التي يطالب بها الآباء والأولياء، أن توفر الأجهزة المسؤولة عن الرياضة الوطنية الشروط الضرورية للممارسة ووضع آليات واضحة لضمان النجاح. لكن يبدو، ومن خلال العديد من القرارات التي اتخذتها جامعة السباحة، أن هذه الأخيرة لا تتوفر على الحد الأدنى من التفهم والروح الرياضية، التي هي شرط أساسي لتحمل المسؤولية. وعلى هذا المستوى، كان حريا- يقول بعض الأولياء - من هؤلاء الذين تحملوا المسؤولية داخل بيت السباحة، أن يستحضروا طريقة اشتغال العديد من الجامعات الافريقية، وفي مقدمتها مصر وتونس اللتان تعتبران نموذجا حقيقيا داخل القارة، وكيف يصنعون الأبطال، وكيف يحددون الغايات والأهداف، عوض إصدار قرارات هدفها الأول والأخير هو المنع والحد من قدرات الأبطال. الآباء والأولياء يطالبون الوزير الذي هو المشرف والوصي على القطاع، بالتدخل من أجل إنصاف فلذات أكبادهم الذين يعولون بالأساس على الدعم المادي والمعنوي الذي يمنحه الآباء بعيداً عن كل حساب، وعن كل رهانات انتخابية ضيقة.