تظهر الأرقام التي صدرت في مشروع قانون ميزانية لسنة 2013، أنه لم يقع أي تغيير معتبر في الأرقام مقارنة بالسنوات السابقة، مسجلة كما دائما أن هذه الوزارة واحدة من أقل الوزارات من ناحية المخصصات المادية، وتتوزع أرقامها كالتالي: الموظفون والأعوان 202.393.000 درهم للموظفين والأعوان، وما يقترب من 152 مليون درهم مخصصة للمعدات والنفقات، واعتمادات الأداء المفتوحة الخاصة بالاستثمار في 216.750.000 برسم دائما سنة 2013. ويعد هذا الرقم واحدا من أضعف الأرقام المخصصة للثقافة في بلدان المغرب العربي، اذ يكفي مثلا أن نقارن الرقم التونسي، لا يتجاوز الرقم المغربي 520 مليون درهم، فيقترب التونسي من الضعف، بما يعادل 931 مليون درهم مغربي، فيما يخص سنة 2012، ويفترض أن يتجاوزه لهذه السنة، حسب ما تواتر في جرائد تونسية، مع أن الشعب التونسي ثلث عدد المغاربة. نقلنا الأرقام للسيد محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربي، فأقر بأن الرقم المغربي ضعيف بالمقارنة، وافترض أن هناك اختلافات بين طرق حسابة تلك الأرقام، وعلق بقوله أن «الرقم المغربي لا يتماشى مع طموحاتنا كشعب وكوطن، لجعل الثقافة تحقق المراد منها بشكل كامل، في نشر الإبداع وتثبيت قيم المواطنة» ليضيف أن الواقعية تقتضي أن المغرب كما العالم يعيش أزمة مالية، يجعل مبررا أن رقم السنة الماضية، يعاد اعتماده هذه السنة أيضا، حتى وإن كان يعول على الدعم الإضافي الذي التزمت به الحكومة، من أجل الصناعات الثقافية الإبداعية. وأكد الصبيحي أن وزارته تعول على دور المقاولات الصغرى الثقافية، والتي تفترض تشكيل نوع من التعاونيات الفنية وفرق مذرة للدخل، وتنوي دعمها، بالغلاف المادي الذي وعدته به الحكومة. «مشاريع عدة، نتوصل بها تقريبا بوثيرة يومية، وتعرض على الوزارة، بطلب تأسيس مؤسسات جديدة وتطلب الدعم، ما يعني أن هناك وعي عند الرأي العام وطنيا وجهويا حول دور الثقافة في تنقية الأذواق وتربية الناشئة على المواطنة» قال السيد وزير الثقافة، قبل أن يجيب عن سؤال أوليات صرف الميزانية المخصصة لوزارته في خمسة؛ «أولا القرب في المجال الثقافي، عبر خلق مؤسسات ثقافية في كل اقليم، تكون مرجعية بالنسبة للبقية، وتشجع ثقافة المقاولة الثقافية، ثانيا دعم الإبداع والمبدعين، ويكون عبر الدعم المباشر لمختلف حقول الإبداع، من كتابة ومسرح وغناء.. إلى جانب ذلك الغير المباشر المتمثل في المهرجانات.» وتشكل أولوية تثمين التراث، ثالث تلك الأولويات، محددا دور الوزارة، ليس فقط في الترميم، بل جعلها منفتحة على السياحة الداخلية والخارجية والشباب، ما يفترض تأهيل تلك المؤسسات، حتى تستطيع استيعاب محيطها، وتدخل معه في التفاعل. وأضاف الصبيحي أخيرا أولويتَي الديبلوماسية الثقافية، المتمثل في حضور الثقافة المغربية في الخارج، ليس فقط جانبها الفلكلوري، وأيضا دعم التدبير المحكم لهذا المبلغ، ليذهب كل درهم مخصص لوزارة الثقافة، لخدمة الثقافة فعليا. الكثير من الترتيبات والنيات الحسنة تعبر عنها الوزارة الوصية على قطاع الثقافة بالمغرب، والمبلغ المخصص للوزارة هذه السنة كما السابقة ظل ثابتا، مع ازدياد استعجالية البلد للثقافة، والسيد الوزير أكد على ضرورة تحرك القطاع الخاص، بجنود من المبدعين والفنانين، للمساهمة من جهتهم، خصوصا على مستوى الجهات.