«سرعة السقوط لاتسبق سرعة الصوت،» هذه ما نظرية نيوتن لكن فيلكس بومغارتنر كسر وسبق سرعة الصوت عندما بلغت سرعة سقوطه من الفضاء 1342,2 كم /الساعة محطّما الرقم القياسي السابق المسجل باسم جو كيتنر الذي حققه في عام 1960 عندما سقط من على ارتفاع 30 كم. فأول أمس الأحد، كان العالم على موعد مع التاريخ، خلال مغامرة ستدفع بلا شك علماء الفيزياء والرياضيات وحتى الطب لإعادة النظر في قواعدهم العلمية، حيث قام المغامر النمساوي فيليكس بومغارتنر بتحطيمه أربعة أرقام قياسية دفعة واحدة بتسجيل أطول سقوط حر، كسر حاجز الصوت بجسده من دون محركات، وتسجيل أعلى صعود لمنطاد مأهول، وأعلى قفزة في العالم بالمظلة. لأكثر من ساعتين ونصف ساعة، كان متابع هذه المغامرة عبر شاشة التلفزة يشعر كأنه يشاهد فيلما بمؤثرات سينمائية وخدعٍ بصرية، إذ إن باومغارتنر سبح باتجاه الفضاء في كبسولة تطير عبر منطاد ليصل الى ارتفاع 128 ألف قدم، أي ما يقارب 39 كيلومترا. هذا الأمر وحده كان إنجازا لم يسبقه إليه أحد، وترافق مع دموع والدته وقلق والده اللذين سافرا للمرة الأولى خارج أوروبا، وتحديدا الى روسويل الأميركية لرؤية ولدهما «المجنون» في مغامرة أقل ما يقال عنها إنها محاولة انتحار. نعم، لم تكن الأمور بتلك السهولة التي شاهدها العالم عبر شاشات التلفزة، إذ كانت هناك شكوك كبيرة في إمكان عودة باومغارتنر حيا الى الأرض، إذ لم يسبق لأحد أن اخترق جدار الصوت من خلال قفزة حرة. ولهذا السبب، كان هناك أمر لم يدركه كثيرون، إذ إن النقل الحي للقفزة، الذي بتت مشاهده متأخرة حوالى 20 ثانية، وذلك تحسبا لوقوع الكارثة، أي مقتل المغامر، وهو المشهد الذي لم يكن ليظهر على التلفزة، وقد تهيأ بالفعل المخرجون لقطع البث عندما بدأ باومغارتنر بالتشقلب بسرعةٍ كبيرة، لكن الرجل كان يعرف ما يقدم عليه، فبقي واعيا وصحّح حركة جسمه ليتنفس الجميع الصعداء. واستغرقت رحلة ارتفاع المنطاد إلى حدود الغلاف الجوي 3 ساعات، فيما استغرق هبوطه إلى الأرض حوالي ثماني دقائق. وكان بومغارتنر أعلن انه «قرر القيام بهذه الخطوة ليبين أنه ما زال هناك تحديات ينبغي التغلب عليها، ويجب أن لا نغفل عن محاولة تحقيقها». أما المنطاد الذي حمل بومغارتنز فهو بطول ناطحة سحاب، ما استوجب ألا تتخطى سرعة الرياح السطحية وقت إنجاز المهمة 4 أميال أو 6,5 كيلومترات في الساعة، لتجنب إلحاق أي ضرر بالغلاف البلاستيكي الحساس للمنطاد. وبعد عشر ثوان من قفزته، اخترق بومغارتنر حاجز الصوت وتمكن بعد أربع دقائق من قفزته من فتح مظلته، وتهادى في سماء نيو مكسيكو ليهبط بسلام على الأرض.