أكد مصدر ديبلوماسي أمريكي أن التعزيزات الأمنية المحيطة ببناية القنصلية العامة للولايات المتحدةالأمريكية بالدارالبيضاء «كانت ضرورية بسبب بعض من تلك الحالات هنا في المغرب»، دون الإفصاح هل الأمر يتعلق بعملية شارع مولاي يوسف التي نفذها الشقيقان، محمد وعمر مها، بالقرب من كل من القنصلية والمركز اللغوي الأمريكي منتصف شهر أبريل من سنة 2007؟. وأوضحت أندريا أبيل، الديبلوماسية الأمريكية ومديرة المركز الثقافي الامريكي «دار أمريكا» الجمعة الماضية بالدارالبيضاء، في معرض جوابها عن سِؤال حول مدى إمكانية إيجاد حل للاحتلال الامريكي لشارع مولاي يوسف، أن «الجميع، مسؤولون، أمريكيون ومغاربة، ومعنيون» بأمن العاملين بهذه البناية، مضيفة أن «تلك التعزيزات جواب عن كيفية ضمان ذلك الأمن». وكانت القنصلية العامة للولايات المتحدةالأمريكية قد أغلقت أبوابها مباشرة بعد عملية شارع مولاي يوسف، إذ وضعت المصالح القنصلية إحدى عشرة حاوية زرقاء اللون تحمل كل منها عشرات الأطنان من الأتربة، كما تم تثبيت مسننات حديدية، في بداية انعطافة كل من شارع الحسن الأول، وزنقة الجزائر، حيث تحول هذا الجزء ذو الأربعة مسارات إلى شارع بمسارين، ذهابا وإيابا، ضيقين ومختنقين بالنظر لضغط حركة السير بهذا المقطع الطرقي. وقالت أبيل، على خلال ندوة صحفية خصصت للإعلان عن فتح باب المشاركة في برنامج «تأشيرة التنوع» برسم سنة 2014 ، «إننا نشتغل بدون حدود رفقة المسؤولين المغاربة والمسؤولين المكلفين بالأمن المغاربة من أجل التأكد من الإجراءات الملائمة لحفظ سلامة وأمن موظفينا الذين يشتغلون بهذه البناية». وأكدت الدبلوماسية الأمريكية أن الإجراءات الأمنية المتخذة ببناية القنصلية العامة المتواجدة بذات المكان منذ عشرات السنين، تروم الحفاظ على سلامة حوالي 125 موظفا أمريكيا ومغربيا وكذا ضمان سلامتهم بهذه البناية. للإشارة، فإن السلطات الأمنية والمحلية بالدارالبيضاء سبق واقتنعت شهر ماي من سنة 2007 بضرورة الإغلاق الجزئي لشارع مولاي يوسف بالدارالبيضاء المقابل للبوابة الرئيسية للقنصلية الأمريكية كمقابل لاستئناف نشاط مكاتب هذه الأخيرة في وجه المواطنين المغاربة والأجانب المقيمين في المغرب من غير الأمريكيين، إلا أن هذا أحدث اختناقا يوميا بشارع مولاي يوسف على الخصوص، الذي يعتبر أحد أهم شرايين حركة السير بالمدينة. وفي سياق متصل نفت جانيس تشيل، مسؤولة قسم تأشيرة الهجرة في القنصلية الأمريكية بالدارالبيضاء أن تكون للاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها عدد من الدول العربية والإسلامية بسبب الفيلم المسيء للرسول محمد (ص)، تأثيرعلى عدد المستفيدين من قرعة «تأشيرة التنوع» ، التي من جديدها هذه السنة أنه بإمكان المشاركين فيها استعادة رقم تأكيدهم الخاص الذي يحصلون عليه بعد تقديم طلب المشاركة. كما نبهت إلى عدم الوقوع في شباك المحتالين يطلبون من المرشحين دفع رسوم التأشيرة عبر الانترنيت، مؤكدة أن المرشحين لا يدفعون الرسوم إلا بعد استدعائهم لإجراء المقابلة بمقر القنصلية. ومن جانبها قالت مارغريت بولادوان نائبة رئيس الدائرة القنصلية بالقنصلية العامة للولايات المتحدةالأمريكية «لدينا العديد من الزبناء كل يوم، زبناء مغاربة الذين بإمكانهم التقدم لطلب التأشيرة، كما لدينا في أحيان كثيرة مواطنينا الذين يطلبون خدمات قنصلية»، مشيرة في السياق ذاته أنه «من بين الإجراءات الاحترازية ضرورة تأمين سلامة العموم» من المواطنين الامريكيين والمغاربة الذين يقصدون القنصلية لقضاء مصالحهم. يذكر أن كريس بيرگوست نائب القنصل ورئيس الدائرة القنصلية بالقنصلية العامة للولايات المتحدةالأمريكية الأسبق كان قد استبعد قبل عامين نقل مقر القنصلية من شارع مولاي يوسف إلى مكان آخر بالعاصمة الاقتصادية، موضحا حينها أن البنيات التحتية المعلوماتية للقنصلية لا تسعف في نقل مصالحها إلى مكان آخر غير الذي توجد به.