بعد خمس سنوات على انطلاق الدراسة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة، تخرج الفوج الأول من المهندسين الشباب، ونظم على شرفهم حفل يوم الجمعة 28 شتنبر الماضي بمدرج المدرسة والذي حضره عشرات الطلبة المهندسين ووزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ورئيس جامعة الحسن الأول وعامل اقليمخريبكة ومدير المدرسة، وعدد من الفعاليات البيداغوجية والإعلامية وآباء وأولياء الطلبة وموظفو المدرسة والكاتب العام المدرسة وعدد من رؤساء الجماعات والغرف والبرلمانيين. وقد مر الحفل في ظروف جيدة وبتتويج الطلبة المهندسين المتخرجين والمحتلين للمراتب الأولى، وتتبع الحضور مسرحية بالمناسبة من تمثيل فرقة كرديس بلعيد وإعداد لوحة تشكيلية وتوقيعها من طرف الفوج الأول. لكن كلمة الوزير كانت نشازا في هذا الحفل، حيث قال إن سكان مدينة خريبكة معروفون بأسنانهم السوداء وأشار بأصبعه إلى فمه وهو يعبر عنها، مما زاد من سخط الحاضرين والذين احتج بعضهم على ذلك، كما كان يسخر من طريقة كلام بعض المتدخلين، وخاصة بعدما صرح أن وزارته منكبة على وضع اللبنات الأولى لكلية الطب، وقاطعه أحد الحاضرين وطالب منه أن تكون في خريبكة ورد عليه بتهكم «خروبكة» وزاد من سخط الحاضرين.. هل هذا هو الأسلوب الذي يدبر به الوزير القطاع؟؟ يتهكم على المواطنين ويسخر من أشكالهم وصفاتهم وطريقة نطقهم علما بأنه رجل تربية وتعليم !!! ولم يكلف نفسه عناء الاعتذار أو سحب ما قاله في حق سكان المدينة.. إن المدينة أعطت الكثير لهذا الوطن وضحى سكانها بصحتهم وحياتهم لينعم الوطن، شربوا من ماء الفوسفاط الغني باليود لتصبح أسنانهم سوداء وتنفسوا غبار الفوسفاط ليصابوا بالسليكوز والحساسية واعتقلوا ونفوا وقتلوا من أجل استقلال البلاد... كل هذه التضحيات ليأتي وزير لا نعرف أين كان مختبئا أيام الجمر والرصاص ويتهكم على سكان المنطقة.. خرج الحاضرون بعد نهاية الحفل جد متذمرين مما سمعوه من الوزير الذي أجهض فرحتهم بالاحتفال التاريخي بتخرج أول فوج من المهندسين بالمدينة.