أكد جلالة الملك يوم الجمعة، في رسالة وجهها الى المشاركين في الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، تلاها الأمير مولاي رشيد، أن المغرب أكد التزامه واستعداده للتفاوض على أساس الضوابط التي وضعها وأكدها غير ما مرة مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء المغربية، انطلاقا من مبادرة الحكم الذاتي التي يعتبرها المجتمع الدولي جدية وواقعية وذات مصداقية»، مضيفا أن المغرب «سيواصل تعاونه البناء مع بعثة المينورسو، على أساس الولاية المنوطة بها من طرف مجلس الأمن، والتي لن يمسها أي تغيير لا في طبيعتها ولا في مضمونها»، مذكرا بأن المملكة قامت بمبادرات واتصالات ثنائية من أجل تفعيل الاتحاد المغاربي «إيمانا منها بالضرورة الاستراتيجية لهذا التجمع الإقليمي والوحدوي». وأكد جلالته أن المغرب، ساهم بكل صدق وجدية في المفاوضات الهادفة إلى إيجاد حل سياسي واقعي متفاوض عليه للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، بما يضمن السيادة الترابية والوحدة الوطنية للمملكة، ويمكن من لم الشمل واحترام خصوصيات ساكنة هذه المنطقة. كما شدد على حرص المغرب على أن سيبقى ملتزما بالإسهام في تدبير الأزمات، بموازاة مع تطوير الدبلوماسية الوقائية. وشدد جلالة الملك على أن المغرب يشاطر الأمين العام للأمم المتحدة، الأهمية التي قرر إعطاءها لحل النزاعات بالطرق السلمية، كما يحيي قرار الجمعية العامة جعل الدورة الحالية تحت شعار توطيد هذا المبدأ المحوري لميثاق الأممالمتحدة. وأوضح جلالته في هذا الخطاب ، أن تحقيق السلم والأمن الدوليين، يبقى جوهر المهمة التاريخية التي أنيطت بالأممالمتحدة، ولا أدل على ذلك من انتشار عشرات الآلاف من القبعات الزرق في كل جهات العالم لحماية المدنيين، وتوفير الأرضية الملائمة للحوار السياسي بين الفرقاء. وأبرز أن المغرب يفتخر بأن تكون من بين الدول التي ساهمت مبكرا في عمليات حفظ السلام، تحت راية المنظمة العالمية، حيث أرسلت إلى حد الآن ما يفوق 000 50 فرد من القوات المسلحة الملكية إلى كل جهات العالم، لخدمة الأهداف النبيلة للأمم المتحدة. ودعا جلالة الملك إلى تضافر الجهود والتحرك بحزم، لحمل النظام السوري على وضع حد للعنف، وإجراء عملية انتقال سياسي بسوريا، تشمل جميع الحساسيات الموجودة، وتستجيب لتطلعات الشعب السوري.وفي نفس الوقت دعا الى تعبئة الموارد المالية اللازمة لتلبية احتياجات اللاجئين بدول الجوار والمشردين داخليا، والتخفيف من معاناة ومأساة هذا الشعب الشقيق. وفي هذا الإطار، فإن المغرب يواصل تضامنه، من خلال تقديم خدمات طبية ميدانية يومية للاجئين السوريين بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة». وشدد جلالته على ضرورة المكافحة الجماعية والمنسقة والناجعة، لكل أشكال التطرف والكراهية ورفض الآخر، والمس بمعتقداته واستفزاز مشاعره، مهما كانت دوافعها وتجلياتها.كما دعا الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة إلى توفير الإمكانات وتجديد الإرادة السياسية لتأييد المنظمة وإصلاح هياكلها وأدوات تدخلها، لجعلها أداة فعالة لتحقيق الأمن والسلم والتعاون. وأكد جلالة الملك أنه أمام تحولات الواقع الدولي المستمرة واستمرارية الأزمة الاقتصادية العالمية، بأبعادها وتداعياتها، يتحتم على الدول الأعضاء منح الأممالمتحدة الوسائل الضرورية لمواجهة هذه التحديات، وذلك بتوسيع أفقها وتجديد نهجها مع المحافظة على مبادئها وأهدافها لتكون فاعلا من أجل حكامة سياسية ناجعة، وأداة لحكامة اقتصادية منصفة.