لما كان توفيق بوعشرين أمام القضاء كان يعتبر كل صيحة عليه أو إشارة حتى، ولو كانت في جزيرة الوقواق، دفاعا عن المهنة وأخلاقياتها و«المهنية»، وأن نيته في ذلك الوقت، أنه سيمتنع عن «الكتابة حتى تتحقق العدالة». اليوم، يفاجئ الجميع - من أهل المهنة، القضاء، العدل، السلفية، الانتقال الديمقراطي، الربيع العربي وحتى قطر - بإشرافه على سرد الحكايات والقصص والأحلام ...، هي من وحي وخيال أولي نعمته ونغمات ألحانه وهرطقاته التي يطربنا بها في افتتاحياته، ونشر ملفات لم يقل القضاء كلمته فيها بعد ، منها ملفات التي لايزال صاحبها معتقلا كرهينة سياسية، بل إن بعض القضايا غير موجودة في صك الاتهام. مدير «"أخبار اليوم"» الذي فتح صدره لوزير العدل ليتحدث عن إصلاح منظومة العدالة مطالب بأن يحدد خطه من الإيحاءات السياسية ومن أهل الفضل عليه، لكي يستحق غيرتنا واحترام زملاء منافسين له ، لأنه يظهر معه أن حكمة الصحفي الحكيم تحكمت فيها ذبذبات من خارج أخباره، ولم يعط لنفسه الفرصة والمهلة للقراءة والتأمل في معنى الأشياء.. لكن ولاءاته تبعث على أننا أمام حالة إعلامية تستهويها موضة الجلباب بمختلف تنويعاته وتلويناته. بدوره وزير العدل مطالب بأن يوقف هذه المهزلة، إذ حماية القضاء وإصلاحه من أولى الأولويات(رغم أن وزير العدل لا يحب هذه الكلمة)، وبأن يحمي العدالة من اللوبيات التي لاتحترم القضاء عندما يستدعيها.