بدوارالسي علي بن العوني جماعة مطران ، أحد العونات إقليمسيدي بنور، تعيش «رحمة» التي يفوق عمرها 80 سنة، وتعيش معها كل من ابنتيها إزة البالغة من العمر ستين سنة، وفاطمة التي يبلغ عمرها 34 سنة. لكنهما معاقتان ذهنيا . عاشتا طيلة حياتهما مكبلتين بسلسلة حديدية. وهي الوسيلة الوحيدة التي مكنت رحمة العجوز من ضمان بقائهما بالقرب منها، وقد أكد للجريدة أحد سكان دوار السي على بن العوني، أنه سبق لإحدى بناتها أن فكت قيودها وخرجت ولم تعد، مما فرض على والدتها بمعية مجموعة من سكان الدوار البحث عنها ولم يتم العثور عليها إلا بعد جهد جهيد. كان لهذه المواطنة ابن ثالث لكنه لا يختلف عن أختيه كثيرا، فالفارق هو كونه كان المعيل الوحيد لهذه الأسرة، كان يخرج صباحا للتسول وبالحصيلة التي يجمعها ، يشتري كل ما تحتاجه أسرته من سكر وزيت وبعض الدقيق، منذ سنتين تقريبا، توفي هذا الإبن. حين سقط بالسانية، حيث كان هناك لغرض جلب الماء الى بيتهم فهوى وسقط بالسانية. ومنذ وفاة هذا الإبن تعتمد العجوز رحمة على المساعدات التي يقدمها لها بعض الجيران بالدوار في إطعام إزة وفاطمة رغم ضعف هذه المساعدة. لكنها هي الوحيدة التي وجدتها، في غياب تام لدور الجماعة والقيادة والدائرة وجمعيات المجتمع المدني المختصة في هذا المجال. إزة وفاطمة قضت كل واحدة منهما حياتها ومازالتا مكبلتين ... يقع هذا في السنة الثانية عشرة من الألفية الثالثة، والتي عرف فيها العالم تقدما مدهشا في كل الميادين والمجالات ... بعض المواطنين من السكان المجاورين، أكدوا للجريدة في اتصال مباشر، أنه من العار أن تبقى مثل هذه الحالات ببلادنا، ومن غير المقبول أن لا تكون مراكز صحية واجتماعية لمثل هذه الحالات. فأين هي الجمعيات الحقوقية وأين هي كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم؟ في غياب أي تدخل إيجابي لكل من السلطات المحلية والمصالح الطبية والمنتخبين يبقى الأمل في تدخل جمعيات اجتماعية/ حقوقية لإنقاذ إزة وفاطمة ومعهما والدتهما العجوز رحمة، و تمكينهن من العيش فيما تبقى لهن من عمرهن، عيشة مرضية تضمن الحد الأدنى من كرامة الإنسان الذي كرمه الله.