لقيت أمينة زلبان في الأربعينات من عمرها وأطفالها الثلاثة محمد علي (عامان) ومحمد إلياس 8(سنوات) وندى (12 سنة) ، مصرعهم في حادث سير مروع وقع بعيد زوال يوم أول أمس على الطريق الإقليمية 3427 الرابطة بين الجرف الأصفر وأزمور عبر «مصور راسو» على مستوى دوار الكوارة التابع ترابيا إلى الجماعة القروية الحوزية ،فيما أصيب رب الأسرة عزيز مجدون الذي يشغل منصب المدير المالي لشركة سينيا السعادة للتأمين، بجروح نقل على إثرها إلى مستعجلات المركز الاستشفائي محمد الخامس بالجديدة لتلقي العلاج ،ليتم تحويله نحو إحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء لتلقي العلاجات الضرورية . وحول ملابسات وقوع الحادث المأساوي، قال شهود عيان حضروا الحادثة إن السيارة كانت قادمة من جهة الجرف الأصفر وفجأة فقد سائقها السيطرة عليها ، ما جعلها لقمة سائغة أمام شاحنة مسرعة ومحملة ب»النخالة» كانت قادمة من الاتجاه المعاكس من جهة أزمور ، وكانت قوة الارتطام أدت إلى ابتلاع الجزء الخلفي للسيارة الذي كان يجلس فيه الأطفال الصغار من طرف الشاحنة، ودفعها لسيارة الضحايا في أرض محروثة لمسافة 35 مترا، وهو ما يؤكد السرعة الكبيرة التي كانت تسير بها الشاحنة. وصلة بالموضوع كان عزيز مجدون وزوجته وأبناؤه الثلاثة، عائدين من عطلة قضوها بمدينة الصويرة، ومتجهين نحو مطار محمد الخامس لاستقبال الجدة العائدة من عمرة بالديار المقدسة، دون أن يدور بخلدهم أن الموت ينتظرهم على طريق أصبحت مثل مثلث برمودا ،الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود ، لكثرة المآسي التي وقعت على إسفلتها الأسود وآخرها مصرع شخصين قبيل 10 أيام في حادث اصطدام سيارة خفيفة بحافلة للركاب. وكان جميع من حضر مصرع الأم وأطفالها الثلاثة ، ذرف دمعا وهو يعاين رجال الدرك يجمعون نعال الأطفال الصغار وبعضا من لعبهم ودفتر حساب للطفل محمد إلياس كان يطالع فيه أثناء الطريق وهو يمني النفس بعد أيام بالعودة إلى صف المدرسة لمعانقة أقرانه ، ويجمعون كذلك كرسي جلوس خاص بمحمد علي الذي لم يتجاوز عمره السنتين وبعضا من حاجيات أختهما ندى ذات 12 عاما ، بينما ذهل الوالد المكلوم الذي لم يصدق أنه بعد 3 أسابيع من المرح بالصويرة، في رمشة عين أصبح دون عائلة ولم يكتب لهم التملي بطلعة الحاجة القادمة من العمرة . إنها لحظات فاجعة أخرى تنضاف للفواجع الكثيرة ، التي يعرفها إقليمالجديدة بسبب حوادث السير القاتلة ، لدرجة جعلت متتبعين يؤكدون أن إقليمالجديدة يعيش حربا حقيقية لكنها صامتة.