كل الظروف كانت مناسبة لإجراء مباراة في المستوى برسم سدس عشر كأس العرش بين المستضيف أولمبيك أسفي و ضيفه الرجاء البيضاوي. وطالت تعزيزات أمنية مشددة ملعب المسيرة ومحيطه، و بحضور جماهير غفيرة خصوصا من أنصار الفريق البيضاوي بالرغم من رفع ثمن التذكرة إلى 30 درهما ويستفيد منها متفرج واحد فقط. دخل الفريق الزائر بنية عدم تكرار الإقصاء من نفس الفريق و في نفس الدور. المدرب محمد فاخر اختار اللعب بشاكلة 4 -3 -3 معتمدا العناصر التالية: العسكري، في الدفاع: السليماني - كروشي - الرحماني - الرباطي. في الوسط: أولحاج - كوكو - مابيدي و في الهجوم متولي - بورزوق و ياجور. فيحين خاض المدربالسكتيوي بخطة 4 - 1 - 3 - 2 تتغير حسب مجريات اللقاء، و ذلك بالعناصر التالية: مارويك - أيتالمعلم - رودريك - خرماج - العنصري - الواصيل - الصادق - الدمياني - رفيق - بنشعيبة و حمد الله. وبالرجوع إلى تفاصيل المباراة، و التي شهدت بدايته اقراءة الفاتحة على روح فقيد رياضة كرة اليد بأسفي، أستاذ التربية البدنية سابقا المرحوم محمد السوفير الذي وافته المنية في الأيام القليلة الأخيرة، فقد شهدت تحكيما متذبذبا للحكم محمد يارا بمساعدة ابراهيم الكاسمي و هشام أيت عبو من عصبة الجنوب . خصوصا بعدم احتسابه لضربة جزاء للمهاجم حمد الله و كذلك لعدم التنسيق مع مساعديه الذين كان يجبرهما على اتخاذ بعض القرارات بإشارات من يديه. أما المردود التقني للقاء، فقد شهدت جولته الأولى سيطرة شبه مطلقة للرجاء البيضاوي بتضييع مجموعة من الفرص أهمها: متولي د3، عارضتان لياجور د 5 و د 40 ، و قذفته د29، الرباطي د32، في حين غابت محاولات فريق أولمبيك أسفي باستثناء المطالبة بضربة جزاء واضحة في حدود الدقيقة الأخيرة من هذا الشوط. و كان الفريق الزائر قد استطاع النجاح في فتح حصة التسجيل في الدقيقة 36 بعد تمريرة طويلة من متولي نحو مربع العمليات، خطأ في التغطية الدفاعية بين اللاعبين خرماج و العنصري استغله جيدا بورزوق الذي لم يجد صعوبة كبيرة في هزم الحارسم ارويك. أهم ما ميز الجولة الثانية هو اعتماد المدربين على إشراك كل قطع الغيار المتوفرة، فاخر أشرك كل من الحارس الحظ بعد طرد العسكري د46، و الحافيظي و التونسي الشادلي، أما السكتيوي فأشرك القادمين الجديدين الدافي و الزويدي و البزغودي. و بالفعل تحولت السيطرة الميدانية للفريق الأسفي الذي انتفض لاعبوه مستغلين النقص العددي للفريق الزائر، فخلقوا فرصا عديدة لعل من أبرزها من طرف رفيق عبد الصمد (د54 و 73 ) ارتطام الكرة مرتين بالعارضة (د59 ) و قلب الهجوم حمد الله( 55 و 63) ثم العميد الواصيل (د66) و أخيرا البزغودي في الوقت بدل الضائع. و لأن القاعدة الكروية تقول: إذا لم تستغل الفرص، فانتظر تلقي شباكك للهدف، استطاع فريق الرجاء استغلال هفوة في الدفاع في حدود الدقيقة 82 حينما توغل متولي وسط مربع العمليات، المدافع أيت المعلم الذي خاض أول مباراة له مع الأولمبيك، يسقطه ليعلن الحكم يارا و بكل برودة هذه المرة عن ضربة جزاء و يطرد المدافع بعد تلقيه الإنذار الثاني، نفس اللاعب متولي سيتكلف بتسديدها مانحا فريقه هدف الإطمئنان و بحركاته الصبيانية توجه نحو المنصة الشرفية ، التي لا تحمل إلا الإسم، مستفزا جانبا كبيرا من الجماهير الاسفية التي شرعت في سبه و شتمه بعبارات يندى لها الجبين مفسدا بذلك عرسا كرويا شهد روحا ياضية عالية بين لاعبي الفريقين و جماهيرهما لولا الحركة النشاز التي أصر عليها اللاعب متولي الذي رجع ربما إلى عاداته القديمة و كأن الإحتراف القصير الذي قضاه بالخليج لم يغير من طبعه شيئا. كواليس المباراة: - المرحوم محمد السوفير هو الأخ الأكبر لمصطفى السوفير لاعب رابطة أسفي لكرة اليد و أولمبيك أسفي لكرة القدم و هداف البطولة الوطنية سابقا رفقة شباب المسيرة. - بعد نهاية المباراة اعترف المحلل الثقني للقناة الثانية اللاعب السابق فؤاد عسو، و ذلك بصحبة المخرج، للجريدة بمشروعية ضربة جزاء التي طالب بها اللاعب حمد الله، و ذلك بعد مشاهدته لإعادة اللقطة مرات عديدة. - بخلاف لقاءات الفريقين السابقة، شهدت هذه المباراة روحا رياضية عالية لولا الحركة الشنيعة المستفزة التي كان بطلها متولي. - شاءت الصدف أن يغيب اللاعب ياسين الصالحي لأسباب تأديبية و هو نفس اللاعب الذي قام بحركات لا رياضية السنة الماضية بنفس الملعب. - مباشرة بعد إعلان الحكم يارا عن نهاية المباراة، كان المدرب السكتيوي أول الملتحقين بمستودع الملابس، في حين تبادل لاعبو الفريقين التهاني فيما بينهم. - بالرغم من حساسية و أهمية المباراة، لم يتم تنظيم أي ندوة صحفية كما جرت العادة: نخاف أن تتكرر هذه العادة السيئة و نحن على أبواب بطولة تسمى احترافية في موسمها الكروي الثاني. - انزعج و احتج كثيرا رئيس اللجنة التنظيمية للمباراة و المنخرط بالفريق عن تصرفات رئيس الرجاء البيضاوي بودريقة بسبب إصراره على ولوج أرضية الملعب رفقة رجال أمن خاصين به و ذلك بعد انتهاء المباراة. - شهدت ما يسمى بالمنصة الشرفية إنزالا قويا لأعضاء مكتب الرجاء البيضاوي و مسؤوليه في حين لم يحضر من جانب فريق أولمبيك أسفي سوى عضوين أو ثلاثة من المكتب. - شوهد أحد المنخرطين بفريق أولمبيك أسفي و هو لا يفارق ظل الرئيس بودريقة و ذلك في المنصة و أثناء الإستراحة ثم داخل رقعة الملعب: سبحان مبدل الأحوال؟ - العميد أمين الرباطي و كعادته دائما هذه السنة ارتدى قميصه المعهود و الذي يحمل صورة المرحوم زكريا الزروالي. - خلال الدقائق القليلة الأخيرة ، قرر فاخر إدخال اللاعب التونسي، لكنه تأخر كثيرا في ولوج أرضية الملعب بسبب اضطراره للتخلص من مجموعة من أدواته الخاصة التي رفضها الحكم الرابع جملة و تفصيلا. - وجدت اللجنة المنظمة صعوبات كثيرة في القيام بعملها داخل ما يسمى بالمنصة الشرفية و ذلك بسبب اقتحامها من طرف أطفال و أسماء تنتسب لأصحاب الوجوه القديمة و السنطيحات التي مزالت تصر على التبنضيض و ضرب النظام و القانون عرض الحائط.