تترسخ مخيمات الشباب في نسختها الثالثة كتجربة في تاريخ اللقاءات التكوينية والتخييمية لجمعية المواهب للتربية الاجتماعية لكونها تستهدف فئة من أهم الفئات عمريا وجيلا يشكل أهم رهانات الجمعية المستقبلية. فبعد أن كان المشروع العام لجمعية المواهب للتربية الاجتماعية في المجال التخييمي التكويني يستهدف فقط اليافعين، أصبح لزاما على الجمعية اليوم وحفاظا على سريان سلسلة تكوين الأجيال المتلاحقة إيلاء أهمية خاصة للشباب وأنشطتهم. إن التعاطي مع قضايا الشباب بشكل عام وشباب جمعية المواهب بشكل خاص يفرض تعميق التواصل الجدي والبناء معهم، تواصل مبني على الوضوح ومؤسس للقيم الحقيقية للعمل الجمعوي فكرا وممارسة والذي بواسطته تستطيع الجمعية بناء جيل آخر داخلها متحررا من الرواسب التي يخلفها النقص في التكوين والتأطير، جيل يكون في استطاعته التحول في تعاطيه مع مختلف القضايا المطروحة عليه من شخصنة الأمور إلى تشخيصها. إن نجاح التجارب السابقة لمخيمات الشباب فرضت على جمعية المواهب لزاما كأجهزة وكفروع وكمستفيدين تحصين هذا المكسب ومحاولة الإبداع في كل محطاته والتعاطي معه بشكل مسؤول وجدي؛ وكذلك السعي نحو تطوير التجربة ومسايرة التطورات الحاصلة في الميدان. وتعتبر جمعية المواهب للتربية الاجتماعية نفسها معنية أكثر بقيم تعطي في امتلاكها استثنائية خاصة كقيمة التطوع والتضامن والتضحية، معتبرين أنفسهم كفاعلين جمعويين معنيين أكثر بإعادة الاعتبار للقيم الأصيلة وبتأصيل شروط مواطنة حقيقية والعمل على تفعيل شعار المؤتمر الأخير للجمعية. لقد ساهمت الأحداث المتطورة والمتتالية لما سمي بالربيع العربي إضافة لإسقاط أنظمة حكم عديدة في عكس صورة مغايرة عن شباب عربي اتهم سابقا بالعجز والاتكالية والغياب الكلي عن الواقع المعاش وبانتظاريته القاتلة، وجاءت الأخبار المتلاحقة لتحكي عن شباب جريء قدم حياته قربانا للحرية ودفاعا عن مبادئه الكبرى ووقف أمام الدبابات، شباب له وعي استثنائي ويحمل شهادات عليا، بل حتى البعض منه يشتغل في وظائف محترمة مما يفنذ مقولة أن الربيع العربي هو معركة للخبز والشغل وليس للحرية. من كل ذلك ومن خلال معايشة الجمعية للواقع اليومي للشباب المغربي وللقيم الجديدة التي أصبحت تستقطبه ومن خلال رغبة الجمعية في المساهمة في خلق شروط نقاش حقيقي حول الشباب المغربي، تنظم الجمعية مخيمها الشبابي الثالث تحت شعار «مغرب الشباب... مغرب القيم»؛ وذلك لفتح النقاش أولا حول الظاهرة الشبابية بالمغرب وثانيا لمحاولة فتح آفاق تكوينية أخرى أمام شباب الجمعية. ويهدف المخيم إلى تكوين شباب الجمعية وأطرها في أفق خلق جيل لقيادة الجمعية وبالموازاة مع فتح نقاش حول الحركة الشبابية بالمغرب تسعى الجمعية من خلال مخيمها هذا إلى فهم نسبي لكيفية صياغة السياسات العمومية في مجال الشباب وتطوير المهارات الذاتية لشباب الجمعية إضافة إلى خلق مجال لتطوير العلاقات بين الشباب وتبادل الخبرات وفتح أفق ملاقاة ومناقشة شخصيات عمومية فنية وفكرية. وفي إطار محاولة التوفيق بين التكوين والتنقيط التربوي الثقافي للشباب والانسجام مع الفكرة العامة المؤطرة للمشروع، اقترحت الجمعية برنامج عمل داخل المخيم موزع بين الفكري النظري والعملي التنشيطي على الشكل التالي: العروض والندوات: ندوة «الشباب المواهبي.. المستقبل والرهانات»، «سوسيولوجيا الشباب من أجل مقاربة حقيقية للظاهرة الشبابية»، «الشباب المغربي وإشكالية القيم»، «الحركة الشبابية من أجل مجتمع مدني فاعل» أما بالنسبة للورشات الفكرية، فستتناول المحاور التالية: «تنمية القدرات الذاتية»، «إعداد مشاريع التنمية»، «الشباب وعالم المقاولة من أجل فرص أخرى ممكنة»، «العمل الجمعوي وتعزيز الحكامة» بالإضافة إلى الورشات الحقوقية والمهارات الذاتية.