خلفت الأنشطة والأمسيات المنظمة خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان بمختلف فضاءات مدينة بنسليمان ردود فعل متباينة في أوساط الرأي العام السليماني، ودفعت ببعض المتتبعين لمثل هذه الأنشطة إلى طرح عدة تساؤلات وعلامات استفهام حول السر وراء تنظيم أمسيتين رمضانيتين في فن المديح والسماع في نفس اليوم ونفس التوقيت وبفضاءين مختلفين من طرف كل من الشبكة الجمعوية مدعومة من طرف عمالة الإقليم من جهة، وكذا من طرف بلدية بنسليمان من جهة ثانية، حيث اختارت الأولى أي الشبكة الجمعوية تنظيم النشاط الرمضاني المشار إليه بشراكة مع عمالة الإقليم والمندوبية الإقليمية للشباب والرياضة مساء يوم السبت 12 غشت الجاري(22 رمضان) بعد صلاة التراويح بفضاء الشلال بشارع الجيش الملكي. في حين احتضنت منصة البلدية المقامة بفضاء ثانوية الحسن الثاني نفس الأمسية وفي نفس التوقيت مما جعل التعاليق والتحاليل تتناسل لمعرفة سبب تزامن النشاطين معا في وقت واحد. وإذا كان البعض منها اعتبر أن تنظيم الأمسيتين المذكورتين في نفس التوقيت مسألة عادية ويدخل ضمن عمل الجهتين اللتين نظمتهما، فإن غالبية الآراء والتحاليل استبعدت أن يكون للصدفة دور في إقامة هذين النشاطين بشكل متزامن واعتبرت أن الصراع الانتخابي هو الذي تحكم في هذه العملية. واستند أصحاب هذه التحاليل على معطيات أساسية لتوضيح وتفسير آرائهم ومن بينها أن رئيس «الشبكة الجمعوية» وهو بالمناسبة إطار بعمالة بنسليمان سبق له أن ترشح في الانتخابات التشريعية الأخيرة وله طموح كبير في أن يصل إلى تدبير شؤون البلدية، الشيء الذي اعتبره المسؤولون بالمجلس البلدي استفزازا لهم وعلى رأسهم رئيس البلدية الحالي الذي خاض هو أيضا نفس الانتخابات وخانه الحظ في حجز مقعد له بالبرلمان، مما جعله يجند كل طاقاته لإفشال مخطط رئيس الشبكة؛ وذلك بإقامة نشاط رمضاني مماثل في نفس توقيت النشاط الأول، كما أن الأمسيتين معا عرفتا ظهورا وحضورا لافتا لبعض أعضاء المجلس البلدي من أنصار الطرفين ممن اعتادوا على استغلال مثل هذه المناسبات للظهور أمام المواطنين الذين حجوا للاستمتاع بفن المديح والسماع الذي أتحفتهم به مجموعات وفرق محلية ووطنية مختصة في هذا النوع الفني، حيث شوهدوا وهم يتسابقون لأخذ أماكن بارزة في الأمسيتين معا ويقفون لتسليم الجوائز والهدايا، مما اعتبرته بعض الأوساط حملات انتخابية سابقة لأوانها. لكن ما أثار استغراب المهتمين والمتتبعين للعمل الجمعوي هوالحضور الفعلي للمسؤولين بالإقليم ودعمهم للنشاط المنظم من قبل الشبكة الجمعوية!... فهل يدخل هذا الحضور في باب دعم الأنشطة والبرامج التي تنظم بالإقليم... أم أنه مساندة ضمنية لرئيس الجمعيات الموظف بالعمالة في طموحاته الانتخابية؟!... وقد أفادت بعض المصادر بأن هذه الأخيرة (الشبكة الجمعوية) تلقت دعما ماليا من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لإقامة النشاط الفني المشار إليه، علما أن الطريقة التي تشكلت بها الشبكة الجمعوية المذكورة (تأسست بمقهى بعدد قليل من الأفراد) مازالت موضوع عدة انتقادات بسبب تغييب مجموعة من الجمعيات النشيطة والفاعلة من حضور الجمع العام، ومن أبرزها وأهمها «جمعية الزيايدة» التي قامت بعدة مشاريع تنموية ولقاءات تكوينية وتحسيسية لفائدة ساكنة المدينة؛ وذلك بشهادة كل الفاعلين. وللإشارة، فقد اعتادت كل من بلدية بنسليمان والشبكة الجمعوية المذكورة تنظيم مهرجان فن المديح والسماع هذا كل شهر رمضان بشكل مشترك بينهما في إطار الشراكة التي تجمع بينهما، لكن الصراعات الانتخابية والخلافات ما بين بعض أعضاء الشبكة أدت إلى إلغاء هذه الاتفاقية، مما سيؤثر سلبا على العمل الجمعوي بالإقليم، حيث أبدت بعض الجمعيات تخوفها من أن تؤدي التطاحنات الانتخابية إلى إضعاف الجمعيات وخلق صراعات بينها وتحويلها من خدمة قضايا جمعوية نبيلة إلى الدخول في خدمة أهداف انتخابية هي في غنى عنها، حيث كان من الأفيد تفادي هذا الصراع خصوصا أنه من المفروض على المجلس البلدي دعم واحتضان عمل الجمعيات لأنه يدخل ضمن مهام واختصاصات هذا الأخير لتحقيق نهضة تنموية شاملة عوض خلق الصراعات والمشاكل معها.