المغاربة كان لهم «حظهم» أيضا من زيارة غوانتانامو .. ذات السياق اختارته «الاتحاد الاشتراكي» للنبش في حقيقة ما كان يقع هناك ، عبر مجالسة و محاورة رضوان الشقوري الذي قاده حظه العاثر إلى هذا المعتقل الأمريكي التي نعتته صحيفة نيويورك تايمز ذات كتابة ب «العار القومي» .. { في السياق ذاته.. لم يكن كل الجنود يتصرفون بفظاظة معكم ، بل كان هناك من يحترم مهمته الموكولة له قانونا ، بالتأكيد كان هناك مثل هذا النوع ..؟ أخبث الجنود من خلال المناوبة التي كانت تجرى كل ستة أشهر عبر نظام التفويج، كان هناك فريقان من أقسى الجنود الذين حرسونا هناك ، سمينا الأول «بيبسي» و الفريق الثاني «المفتاح» ، كانوا يأتون فقط لتوتير الأجواء ، يرمون لنا بالأكل، و شتائمهم لا تتوقف .. كنا نقوم بإشغالهم حتى يصبحون وسط العنابر .. و بحركة منظمة نحاصرهم هنالك ، و نرميهم بالحليب بشكل جماعي و سريع ، يعني كانوا يتعرضون لدوش من الحليب . هؤلاء كانت لنا معهم حرب يومية، ولم يمر يوم بسلام عندما كانت تحل نوبتهم . { كنتم تتبعون أساليب للمقاومة .. وتجدون الحلول لكل وضع ..؟ كان ذلك حسب درجة الإهانات ، و حسب نوعية الجندي ، إذا كان عنصريا يكرهنا و يسب مقدساتنا ، كنا نذهب للإنفرادي بالتناوب و التضحية ، و هذا النوع كان يتعرض ل «نامبر وان» .. و هو إفراغ البول عليه من كل الاتجاهات.. مرة أزالوا كل عبوات معجون الأسنان ، فقط لأنهم شاهدوا كويتيا مضغه و صبغ فمه به ، اعتقدوا أننا نهيء لمقلب جديد . { و ماذا بعد ..؟ معاناتنا مع العلاج كانت تتقاطع مع تلك التوترات التي ذكرت لكم سابقا ، الحقن كانت إحدى الأساليب الفعالة لتطويعنا و دفعنا إلى الانهيار ، كلما حقننا جندي .. إلا و قال .. لن تخرجوا من هنا بشرا عاديا، و كثيرا ما تساءلنا بسخرية، هل أنا بشر أم دكان ..؟ لكثرة السلاسل و القيود التي خصصوها لكل واحد منا . { في كل الأحوال ..كنتم في «نزهة» أمريكية خالصة .. ؟ لقد جربنا التعذيب النفسي و البدني ، و عشنا كل الأوضاع المهينة لكل آدمي ، جربوا فينا كل الأدوية ، بل قلعوا لبعض المعتقلين أسنانهم عنوة .. إنها أيام منحوتة في الدواخل لا تكاد تغادره حتى بعد خروجك . { و كيف علمت بخروجك .. و خبر إطلاق سراحك ..؟ أخذوني للتحقيق ، سألوني إذا ما كنت أريد الذهاب إلى المغرب ، و خيروني بين اللجوء السياسي في بعض الدول الأوروبية كألمانيا وهولاندا أو العودة إلى بلدي .. مع تذكيري بأن المغاربة سيسيئون معاملتك .. قلت لهم .. قراري هو الترحيل إلى المغرب خصوصا و أنني بريء ، و لم يثبت للأمريكان أنني مورط في إرهاب أو قاعدة أو شيء من هذا القبيل . { بقيت في نفس مكان اعتقالك الأول ..؟ لا .. قبل أربعين يوما نقلوني إلى مستشفى صغير ، هناك قضيت تلك الأيام في انتظار سماع «تامغربيت» .. في ساعة متأخرة من يوم الاعتقال الأربعين ، دخل علي جنود غلاظ ، أعطونا إبرا مخدرة ، وأزالوا ملابسنا ، وركبوا مرة أخرى الحفاظات .. ووضعوا قناعا على رأسنا بلصاق جامد ، و بدأت رحلة الطائرات و الهبوط و الصعود من مطار إلى مطار، الإنجليزية هي لغة التواصل .. ما كنت متأكدا منه أننا راكبون طيارة عسكرية . و نحن في السماء كادت مثانتي تنفجر ، صرخت .. لكن لماذا تصلح الحفاظات .. لكي تضع كل شيء فيها .. هكذا كان جواب جندي . على نفس الرحلة كان معي مازوز ، بنشقرون ، أوزار، وعبد الله تبارك الحارس الشخصي لبن لادن .