اعتبر جمال العبابسي حضوره في الشبكة البرامجية الرمضانية حضورا «رمزيا»، و كشف أن حضور الفنان في شهر رمضان من خلال مساهمته في انتاجات درامية أو فكاهية أمر ضروري يسمح بمواصلة لقائه مع الجمهور، كما يمنحه فرصة تدبير أمره المادي طول السنة. نادى العبابسي بضرورة خلق فرص إبداعية على طول السنة، وأن لا يبقى الأمر مرتبطا بشهر رمضان، طالب بتجاوز الموسمية. حاوره: يوسف هناني كيف تجدد لقاء العبابسي بجمهور المشاهدين المغاربة في رمضان؟ ضمن الشبكة البرامجية الرمضانية ألتقي بجمهور المشاهدين المغاربة والعرب عبر القنوات العربية التي تبث خلال هذا الشهر الفضيل مسلسل «عمر الفاروق»، الذي ساهمت فيه بتجسيد دور «مسيلمة الكذاب»، كما حللت ضيف شرف في إحدى حلقات السلسلة الفكاهية «ديما جيران» على القناة الثانية، وكانت فقط مشاركة رمزية، كما أطل من خلال مشاركتي في الفيلم التلفزي «طبيب الفيلاج». وبشكل عام، فإن مشاركتي هذه السنة ضمن شبكة رمضان اعتبرها «قليلة»، الأمر الذي يجعلني أتمنى أن يزدهر الانتاج الوطني أكثر فأكثر من أجل توسيع مجال مشاركتنا نحن كفنانين، وأن تتاح لنا فرصة أكبر للمساهمة في الانتاجات الوطنية سواء في شهر رمضان أو على طول الموسم التلفزيوني. هل ترى أن مشاركة الفنان فقط رمضان أمر طبيعي؟ أعتقد أن مشاركة الفنان المغربي فقط في إنتاجات موجهه للبث خلال شهر رمضان وضع غير صحي، وأظن أنه وضع، أيضا تمليه ظروف مادية بالأساس، وهو الأمر الذي يجعل الفنان المغربي يربط في أحيان كثيرة بين وجوده الفني والاشتغال في رمضان، كما يعتبر الاشتغال في رمضان، الذي يقاس بظهور الممثل على الشاشة، مناسبة لمن أتيحت له الفرصة الاشتغال في رمضان أن يحصل على دخل إضافي يمكنه من سد حاجياته على طول السنة ويضمن له نوعا من الاستقرار المادي والاجتماعي. إذن في رأيك يجب توسيع هامش فرص الاشتغال؟ أعتقد أنه من الضروري أن تتاح الفرصة للفنان المغربي كي يشتغل في إنتاجات تلفزيونية على مدار السنة ولا يبقى الأمر مقتصرا على شهر رمضان، وإن كان الإعداد للشبكة البرامجية الرمضانية هو الفترة التي تعرف طفرة وحركية في القطاع الفني عموما، وفي نظري يجب التفكير في إرساء أرضية للاشتغال تمكن من خروج إنتاجات وإبداعات للوجود بشكل مستمر. هل الإشتغال تحت الضعط يؤثر على الإبداع والمبدع؟ إن الأعمال التي تقدم في شهر رمضان كثيرا ما تنجز في ظرف وجيز، وفي أحيان كثيرة تكون تحت ضغط الوقت والطلب أيضا، ولا تمنح الفرصة للفنان لكي يبدع بالشكل الذي يريده من خلال تقديم شخصيات مدروسة بشكل جيد ومنحوتة على الوجه الأكمل. إذن بالنسبة إليك. هل تفضل أن تلتقي بجمهورك في رمضان أم خارجه؟ بالنسبة لي أفضل أن ألتقي جمهور المشاهدين خارج الشبكة البرامجية الرمضانية. وأتمنى صادقا أن أكون حاضرا على الشبكة البرامجية، في شهر «رجب»، «شعبان»، «ربيع الأول» و«ربيع الثاني» وليس فقط في شهر رمضان. هكذا في الوقت الذي نتمى فيه الاشتغال على طول السنة، وهو الأمر الذي لا يتحقق بشكل كبير، نجد أنفسنا أمام شح الفرص الممنوحة في رمضان، الأمر الذي يفرز تنافسية كبيرة بين الفنانين لأجل الظفر بفرصة عمل. وأعتقد أنه لو قمنا بالانتاج على طول السنة، فالجميع سوف يجد جزءا من «حظه» ولا يحصل التدافع . هل تفضل أن تتابع أعمالك في رمضان أم في الموسم التلفزيوني العادي؟ الحمد لله أن الأعمال التلفزيونية تعاد على شاشة التلفزيون، وأعتقد أنه أمر يسمح للفنان أن يشاهدها بروية، وهذا كثيرا ما يصعب في رمضان سواء بسبب البرمجة أو بسبب تغيير عادات المشاهدة لدى الجمهور المغربي، الذي لا يمكنه أن يتابع كل الإنتاجات، اللهم الإنتاجات التي تقدم في ذروة المشاهدة. هل تعتبر وفرة الإنتاجات تؤدي بالضرورة إلى ازدهار الكتابات النقدية في هذا الشهر، وهل هذا طبيعي أيضا؟ أعتقد أن مواكبة ما يقدم خلال شهر رمضان على شاشة التلفزيون من قبل الصحافة والنقاد والمتخصين أمر ضروري، وأظن أن تتبع هذه الأعمال من قبل هذه الأقلام مسألة صحية تهدف إلى الرقي بإنتاجاتنا، خاصة إذا ما كانت تحتكم إلى المهنية والجدية والنقد البناء وإلى المعرفة بالمجال الإبداعي بكل مكوناته.