استضاف حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه السيد عبد الإله بنكيران في مؤتمره السابع الاسرائيلي أفير برانشتاين، المساعد السابق لرئيس إسرائيل السابق إسحاق رابين. المثير في الأمر هي ردود فعل قياديي الحزب بعد أن شاع الخبر وانتشرت الفضيحة، فالسيد اليتيم عضو الأمانة العامة للحزب ونائب رئيس البرلمان المغربي لم يجد تبريراً آخر غير أن حزبه لم يستضف الإسرائيلي بصفته الإسرائيلية. أما السيدان بنكيران والعثماني اللذان رأينا صورهما وهما يحتضنان الضيف الإسرائيلي بحرارة ،فلم يصدر عنهما أي تعليق إلى حد الساعة، وحتى السيد رضى بنخلدون رئيس لجنة الخارجية نفى مسؤوليته عن الدعوة وحصر دوره في كل ما هو لوجيستيكي. خالد مشعل واليمنية صاحبة جائزة نوبل سقطا بدورهما في الفخ، ووجدا أنفسهما في نفس المكان على مأدبة العشاء مع أفير برانشتاين داخل منزل الدكتور الخطيب مؤسس حزب العدالة والتنمية. أما السيد خالد السفياني الذي يرفع دعوى قضائية ضد معهد أماديوس لأنه استضاف نفس الشخص (أفير برانشتاين)، فشاءت الأقدار أن تجمعه بالضيف الإسرائيلي صورة تتداولها الكثير من المنابر الإعلامية. هادشي كامل مشي مشكل !! لأن الكثير من الناس لا يجدون حرجاً في التطبيع مع إسرائيل ونحن نحترم رأيهم، لكن المشكل هو التغيير الذي حصل في موقف حزب العدالة والتنمية. فعندما استقبل معهد أماديوس أفير برانشتاين كتبت جريدة التجديد، التي كان رئيس تحريرها آنذاك السيد مصطفى الخلفي وزير الاتصال الحالي، ما يلي : « الوثائق الرسمية للمنتدى اظهرت مشاركته (أفير برانشتاين) باعتباره رئيس المنتدى الدولي للسلام ويتم تقديمه في عدد من المحافل بصفة مساعدا سابقا للصهيوني اسحاق رابين ... ولم تتم الإشارة للجنسية الإسرائيلية لأفير برانشتاين ... وهو صحفي إسرائيلي ذو أصول فرنسية ... حصل على صفة المواطن الإسرائيلي وخضع للتجنيد الإجباري في التسعينات و اشتغل بالإذاعة الإسرائيلية ... «. اليوم وبعد أن أصبح الحزب الإسلامي يحكم تغير الخطاب، فالحزب وزعماؤه قدموا السيد برانشتاين على أنه حمامة السلام الذي يبحث عن حقوق الفلسطينيين. هذه الازدواجية في الخطاب ليست غريبة اليوم بعد أن تنكر الحزب للشعب وبرهن بالملموس بأن كل وعوده الانتخابية كانت أوهام، ليكتشفوا اليوم كذلك أن كل الشعارات التي رفعوها في المسيرات المنددة بالتطبيع كانت أكاذيب استغلوها لكسب تعاطف الناس. فاليوم نستضيف الإسرائيلي .. ونطعمه من مالنا .. ونوفر له الحماية .. و نضرب به الأمثلة ... فإذا لم تستحيوا فافعلوا ما شئتم !!