وقف الفريق الاشتراكي في اجتماعه صباح الأمس بمقر الفريق بمجلس النواب بقلق كبير حول الزيارة التي قام بها وزير الداخلية الاسباني خورخي فيرناندث دياث، الذي كان مرفوقا بوفد من كبار المسؤولين يضم المدير العام للحرس المدني والأمن الوطني والمدير العام للجمارك والمدير العام للسجون ومندوب حكومة مليلية المحتلة وعدد كبير من العناصر الاستخبارتية والأمنية الإسبانية.وحمل الفريق الاشتراكي المسؤولية للحكومة المغربية، منبها الى خطورة الامر ومعتبرا أن مجرد استدعاء السفير الاسباني الى مكتب وزير الخارجية بالرباط يبقى أمرا غير كاف، معتبرا تجرأ وزير الداخلية على الدخول الى الأراضي المغربية بشكل انفرادي يعتبر تشجيعا للعقلية الاستعمارية كما أنه استفزاز لشعور المغاربة في قضية تاريخية تشكل لهم ذاكرة لازالت ظلالها ملقاة على الاستعمار الاسباني لسبتة ومليلية والجزر الجعفرية. وأكدت المصادر نفسها أن خورخي فيرنانديث دياث قام، بعد ذلك، بالتوجه نحو منطقة بني عياش، ثم الحسيمة، حيث تناول وجبة الغداء، وتضمن برنامجه زيارة المكان الذي وقعت فيه معركة »أنوال« الشهيرة، كما قام بزيارة مقبرة تضمّ رُفات جنود إسبان قضوا خلال حرب الريف. وعبّرت عدد من الفعاليات الحقوقية والجمعوية في مدينة الناظور عن تنديدها بهذه الزيارة، التي دامت حوالي عشر ساعات، قبل أن يغادر وزير الداخلية الإسباني المغرب، مرة أخرى، في اتجاه مليلية، من خلال معبر بني أنصار. وركز الفريق في اجتماعه في هذا المنحى على السؤال المتعلق بالملفات الكبرى العالقة في العلاقات المغربية الاسبانية والتي أدرجها في ملف الأسلحة الكيماوية والغازات السامة التي استعملها الاستعمار الاسباني في حربه ضد ثورة الريف بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي.