أعادت دار نشر أميركية طباعة رواية أرنست همنغواي الشهيرة «وداعا للسلاح» مصحوبة ب47 نهاية أو خاتمة كان قد كتبها مؤلف « الشيخ والبحر» واستبعدها قبل أن يستقيم حال النهاية على النحو التي ظهرت في الطبعة الأولى من الرواية التي راحت تطبع وتترجم مرات عديدة منذ ذلك الحين. أما سر كل هذا العدد الكبير من النهايات، فربما يكمن في أن أرنست همنغواي كان دقيقا للغاية في تعامله مع الكلمات سعيا للوصول إلى أرقى لغة نثرية. يعتبر إرنست همنغواي واحدا من أهم كتاب القرن العشرين، ودخل التاريخ بوصفه كاتبا طموحا تمكن من شق طريقه نحو الشهرة العالمية على قاعدة النقد الذاتي ومراجعة الذات والتطلب الذاتي والدقة المتناهية في كل منتجه الأدبي. قصة النهايات دار النشر «سيمون وسشوتر، التي نشرت السواد الأعظم من أعمال الأديب الأميركي، حصلت على تلك النهايات التي كتبها همنغواي لرواية «وداعا للسلاح»، وقررت ضمها إلى طبعة جديدة منها وإصدارها، وبذلك مكنت القارئ من اكتشاف ملامح العملية الإبداعية المضنية لدى همنغواي، وملمح من عوالمه الداخلية وآلية عمله. النص الأصلي كما يتضمن الكتاب الجديد، الذي يقع في 300 صفحة، النص الأصلي المنشور عام 1929، فضلاً عن النهايات ال 47 البديلة، التي كتبها صاحب نوبل للآداب ونحاها جانبا والتي تم جمعها من قبل حفيده سيان همنغواي. على الرغم من أن الكاتب كان قد اعترف لمجلة « ذا باريس رفيو» عام 1958 بأنه كان قد أعاد كتابة نهاية «وداعا للسلاح» 39 مرة حتى أصبح على قناعة تامة بالنهاية الأخيرة التي ظهرت في الرواية، إلا أن العمل البحثي الذي تصدى له حفيده في أرشيف مجموعة أرنست همنغواي في المكتبة والمتحف الرئاسيين للرئيس جون إف. كيندي في بوسطن قد أظهر أن تلك النهايات كانت أكثر عدداً في واقع الأمر، لا بل إن تلك النهايات تتنوع في الطول والنبرة، في مشهد يوحي أن الكاتب الراحل كان يولي اهتماما بالغا بالكتابة بوصفها صنعة بمقدار ما كان يهتم بصياغة الأفكار المطروحة في أعماله ألأدبية. الطبعة الجديدة التي سترى النور الأسبوع المقبل تتضمن كذلك نسخا مستبعدة لمقاطع أخرى من الرواية ومجموعة من العناوين، التي كان الكاتب قد أخذها في الاعتبار، لكنه يبدو أنه قد قرر تنحيتها جانبا ومن بينها «حب في الحرب» و»عن الجراح وقضايا أخرى». قيمة يقول الحفيد سيان همنغواي لصحيفة أميركية: «أعتقد أن المهتمين بالكتابة سيجدون أنه من المفيد رؤية عمل كبير من هذا النوع والوقوف على بعض المفاتيح فيما يتعلق بما فعله»، ويضيف أن القيمة الحقيقية لهذا النوع من الإصدارات يكمن في أنها ترتكز على عمل المؤلف وطبيعة «مساهمته الدائمة» في المشهد الثقافي العالمي.