حقق اليسار الفرنسي انتصارا كاسحا في الدور الثاني للانتخابات التشريعية, وهو ما سيعطي صلاحيات للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس وزرائه مارك إيرو من أجل تطبيق برنامجه, خاصة أن الحزب الاشتراكي لن يكون في حاجة إلى حلفائه الخضر الأوربيين أو جبهة اليسار من أجل الحصول على الأغلبية حقق اليسار الفرنسي انتصارا كاسحا في الدور الثاني للانتخابات التشريعية, وهو ما سيعطي صلاحيات للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس وزرائه مارك إيرو من أجل تطبيق برنامجه, خاصة أن الحزب الاشتراكي لن يكون في حاجة إلى حلفائه الخضر الأوربيين أو جبهة اليسار من أجل الحصول على الأغلبية 314 مقعدا من أصل 577 مقعدا بالبرلمان, وحصل مجموع اليسار على 343 مقعدا .هذا الانتصار التاريخي يعتبر سابقة في تاريخ الجمهورية الخامسة, حيث تمكن اليسار الفرنسي لأول مرة في تاريخه من الحصول على الاغلبية بمجلس النواب وبمجلس الشيوخ, بالاضافة الى ان اغلب الجهات والمدن تسيرها اغلبية من اليسار.و هو ما يجعل انتصار اليوم استثنائي, حيث يتوفر الحزب الاشتراكي على كل السلط المحلية والوطنية. هذا النصر تحقق في ظرف دقيق أيضا من تاريخ فرنسا ،التي تعيش على ايقاع ازمة مالية واقتصادية غير مسبوقة تتميز بارتفاع البطالة والمديونية العمومية وغياب نمو الاقتصاد.هذه الأزمة التي تخنق كل الاقتصاد الاوربي وتجعل العديد من البلدان على حافة الانهيار مثل اليونان،اسبانيا وايطاليا. ما ميز هذه الانتخابات التشريعية هو دخول أبناء المهاجرين المغاربيين والأفارقة والأسيويين إلى الجمعية الوطنية الفرنسية وذلك بانتخاب 10 نواب من هذه الاقلية الثقافية, وهي سابقة في تاريخ الجمهورية الخامسة, حيث غاب أبناء المهاجرين على البرلمان الفرنسي رغم أنهم دخلوا حكومة ساركوزي بكثافة وتقلدوا اهم المناصب كوزارة العدل ،التي نالتها رشيدة داتي . من بين أبناء الأقلية المغاربية بفرنسا التي وصلت إلى الجمعية العمومية لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة نجد 4 منهم : مالك بوتيح وهو احد أعضاء المجلس الوطني للحزب الاشتراكي،ومناضل ومؤسس لأحد جمعيات محاربة العنصرية «اس اي اوس راسيزم» .قادر عريف وزير قدماء المحاربين بحكومة ايرو واحد رفاق الوزير الاول السابق ليونيل جوسبان،رازي حمادي وهو من الوجوه الصاعدة للحزب الاشتراكي وسبق له ان تراس الشبيبة الاشتراكية،خيرة بوزيان وهي المراة الوحيدة من اصل مغاربي بهذا البرلمان الذي وصلت فيه نسبة النساء 26 في المائة فقط.في حين ان زميلاتها فريدة بوداوود،سعاد لمناع،ليلى بنشريف،سابرينا جلال لم يتمكن من الفوز في الدور الثاني لهذه الانتخابات التشريعية. وإذا كانت كل الأقليات المغاربية ( تونس ،الجزائر ) ممثلة في هذا البرلمان الفرنسي ،فإن النواب من أصل مغربي لم يحالفهم الحظ للوصول الى الجمعية الوطنية،فالحظ لم يحالف منير الساطوري الذي وصل الى الدور الثاني باسم الخضر والاشتراكيين, حيث حقق 43.17 من الاصوات وكذلك خديجة الدكالي التي لم تتمكن من الفوز باسم اليمين كممثلة لفرنسيي الخارج. سجلت هذه الانتخابات التشريعية ايضا وصول 3 ممثلين لليمين المتطرف المعادي للمهاجرين منهم 2 للجبهة الوطنية الى قبة البرلمان بعد غياب دام 25 سنة ،من بينهم احد احفاد مؤسس هذا التيار وهي بالمناسبة اصغر برلمانية في تاريخ فرنسا ،22 سنة ومازالت طالبة .وصول اليمين المتطرف الى البرلمان يشكل تحولا في الحياة السياسية الفرنسية, حيث حقق اليمين المتطرف ارقاما مهمة في الانتخابات الرئاسية وهو ما يعبر عن الازمة والغضب وكذلك الحنين الى الفاشية التي حكمت اوربا في القرن الماضي. وعبر الوزير الاول عن امتنانه وشكره على ثقة الفرنسيين واعطائهم الاغلبية للرئيس الفرنسي وحكومته ،وشكرهم على رغبة الفرنسيين في التغيير وفي العدالة ،ووعدهم بإيجاد حلول لمشاكل فرنسا ووعد بإشراك الجميع في الحلول التي تنتظر فرنسا.لكن بالاضافة الى المشاكل الداخلية ، هناك مشاكل اوربا والازمة اليونانية التي مازلت معقدة وليس لها افق بالاضافة الى ازمة اسبانيا والتهديدات حول ايطاليا. ما ميز هذه الانتخابات ايضا ،سقوط الصقور المقربين من ساركوزي, وزير داخليته كلود غيون واحد المقربات منه نادين المورانو،وهو ما يعكس رفض الفرنسيين للجناح المتطرف لليمين الحاكم سابقا . كما ان سيغولين روايال احد زعيمات الحزب الاشتراكي وممثلته في الانتخابات الرئاسية ل2007 انهزمت في هذه الانتخابات بسبب الخلافات مع المناضلين المحليين للحزب.وزراء الحكومة 6 الذين تقدموا للانتخابات تمكنوا من الفوز, مما يفسر الثقة في حكومة ايرو ورغبة الفرنسيين في التناوب من خلال منحهم اغلبية مطلقة لرئيس الحكومة الجديد.