فوجئ سكان حي السلام، ومعهم مستعملو طرق هذا الحي، صبيحة يوم السبت المنصرم، باختفاء عدد كبير من أغطية البالوعات من عدد من أزقة وشوارع الحي، ومن الأماكن الأكثر تضررا من هذه السرقة : المدار الحيوي الكائن قبالة مسجد السلام على بعد أمتار من ملحقة أناسي الإدارية الذي تعرض لاقتلاع 6 من الأغطية، مما أثر على حركة المرور، خصوصا أن هذا المدار يعرف حركة سير كثيفة باعتباره المفصل الرابط بين حي أناسي وحي السلام 2 و1 وطريق تيط مليل، وباعتباره ، أيضا، نقطة الانعراج لعشرات الحافلات التي تربط حي أناسي بشتى أحياء المدينة، وكحل مؤقت تطوع بعض السائقين بوضع مجموعة من الحجارة أمام البالوعات المفتوحة لتنبيه مستعملي الطريق إلى الخطر! وقد طالت السرقة ، أيضا ، أغطية بالوعات بعض الأزقة والدروب في كل من حي السلام 2 و1، مما يشكل خطرا دائما على أطفال الحي الذين يتخذون من الأزقة فضاء ومتنفسا وحيدا للعب . ومن العوامل المشجعة على هذا النوع من السرقة بهذا الحي، هو افتقار جل شوارعه وأزقته للإنارة العمومية، حيث قد يعمد اللصوص إلى استغلال الظلام للتخفي أثناء قيامهم بالسرقة، إضافة إلى شساعة الحي وانفتاحه على مساحات فارغة من الأراضي الفلاحية، وهو عامل يشبه إلى حدما ما تتميز به جغرافية حي مولاي عبد الله بعين الشق، يقول بعض السكان، مما يفسر تزامن وانتشار هذا الشكل من السرقة بمثل هذه الفضاءات السكنية! ويتخوف السكان بحي السلام 2 و1 من استمرار سرقة «أغطية البالوعات» من أزقة هذين الحيين في ظل الظروف السالفة الذكر، مما يتطلب من كافة الجهات المسؤولة اتخاذ ما يلزم من إجراءات لوضع حد لهذا النوع من اللصوصية ، التي تُطرح بشأنها مجموعة من الأسئلة من بينها : من هي الجهة التي قد تكون خلف هذا النوع من السرقات ؟ وهل هي جهة محلية أم من خارج المنطقة ؟ وهل هي عصابات منظمة أم مجرد لصوص عاديين؟ وهل هناك علاقة بين عصابة حي مولاي عبد الله وعصابة حي السلام أم مجرد تصادف؟ وما هي الوسائل المستعملة في حمل هذه الأغطية الثقيلة الوزن؟ وهل استعملت سيارات في السرقة كما حدث بحي مولاي عبد الله لأن استخدام وسائل نقل ميكانيكية في هذه السرقة يعتبر مؤشرا قويا ينذر بخطورة الوضع أمام الإغراءات المالية التي يوفرها ارتفاع ثمن الحديد للصوص هذه البضاعة المسروقة؟ إلى أن يتم أخذ هذه الأسئلة ، وغيرها، بعين الاعتبار، يتمنى البيضاويون ألا تستفيق مدينتهم يوما على وقع حفر عميقة تنتشر بطرقها وأزقتها بسبب اقتلاع أغطية البالوعات، كما استفاقت، قبل ذلك، عدة مدن على وقع اختفاء عشرات الكيلومترات من الحبال الكهربائية!؟