... منذ عودة الشرعية لأجهزة الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات، بانتخاب الأستاذ محمد بلماحي رئيسا لها، ومنذ انصهار أعضاء المكتب التنفيذي في بوتقة واحدة، وهي تعمل كل ما في وسعها لإعادة الروح والإعتبار لرياضة سباق الدراجات . وفي سبيل ذلك عملت الجامعة على سن مجموعة التدابير والإجراءات في برنامج طموح رغم قلة الإمكانيات المادية، التي لم تقف حجر عثرة في وجه المكتب التنفيذي المسلح بعزيمة فولاذية، ورغبة جامحة، فكان لا بد لهذا البرنامج المبني على الواقعية والفعالية، أن يبدأ في جني ثماره بدءا من سنة 2010 ، بعدما اعتمدت استراتيجية قوامها انتظام تنظيم مشاركة المنتخب الوطني في مختلف طوافات الأفريكا تور، سعيا وراء دفع الدراجين المغاربة للإستئناس أولا بأجواء المنافسة القارية من المستوى العالي، وثانيا في إعادة التعامل مع هياكل الإتحاد الدولي لسباق الدراجات ، وكذا الإتحاد الإفريقي، الشيء الذي كان له دور كبير جدا في بعث كثير من الدراجين الشباب لواجهة أحداث الدراجة الإفريقية والعربية بصفة خاصة، وأعطى بالتالي زخما قويا ورغبة جامحة لدى العناصر الوطنية لأن تستمر في المزيد من التألق، وقد ظهر هذا جليا في المراتب المتقدمة التي ما فتئوا يحصلون عليها بتوالي مشاركاتهم، وفي تصدرهم للتصنيفات التي يصدرها الإتحاد الدولي، فرديا وجماعيا لثلاث سنوات متتاليات في 2010 و 2011 و 2012 ، وفي دخول الدراجين المغاربة لأول مرة عالم المنافسة على لقب أحسن الرياضيين الذي تختاره وسائل الإعلام الوطنية مع نهاية كل سنة، بواسطة كل من البطلين عبد العاطي سعدون وعادل جلول، اللذين كانا على التوالي أحسن رياضيين لسنتي 2010 و 2011 ، متغلبين في ذلك بنتائجهما الكبيرة إفريقيا وعربيا على رياضيين آخرين في مقدمتهم لاعبو كرة القدم ، وبالتأكيد، فإن المستوى الذي أظهره ويظهره البطل الشاب طارق الشاعوفي في مختلف الطوافات والتظاهرات التي شارك ويشارك فيها، ستحمله لا محالة هو الآخر إلى منصة التتويج كواحد من أحسن الرياضيين المغاربة في نهاية السنة الجارية . كل هذه النتائج أتت بعدما استطاع دراجونا قطع أكثر من 100 ألف كلم عبر كثير من البلدان وسط الأدغال الإفريقية، في مواجهة أبطال أشداء محترفين، وبإمكانيات مادية كبيرة، ومحتضنين من مؤسسات مالية واقتصادية كبرى، على غرار ما هو متوفر للدراجين الجنوب إفريقيين .. كما أن هذه النتائج كان لا بد لها أن تأتي لمكافأة عناصرنا الوطنية على الجهد والعرق اللذين بذلوهما بالتأهل للألعاب الأولمبية التي تظل أسمى وأرقى تظاهرة رياضية عالمية في الكل، هذا بالرغم من تعرض المنتخب الوطني لعدم الإستدعاء للمشاركة في كثير من الطوافات المدرجة ضمن أجندة سباقات أفريكا تور، إضافة إلى عراقيل الحصول على تأشيرات دخول بعض الدول، لكن رغم ذلك، فإنه بفضل الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، لجميع التظاهرات الدولية التي أشرفت عليها الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات، وانخراط الإدارات الترابية، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، ووزارة الشباب والرياضة، واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، وبفضل مساهمة المقاولات المواطنة، ووسائل الإعلام الوطنية بمختلف أنواعها .. استطاعت الدراجة المغربية أن تفرض وجودها وعودتها للواجهة، وتمكن الدراجون المغاربة من قول كلمتهم الفاصلة في مختلف التظاهرات التي شاركوا فيها، منها على الخصوص طواف المغرب الذي انتظمت دوراته منذ مجيء المكتب التنفذي الجامعي الحالي، والدوريات الثلاثة التي أدخلتها رسميا الجامعة ضمن أجندة الاتحاد الدولي لسباق الدراجات وهي : الدوري الدولي الأمير مولاي الحسن، والدوري الدولي المسيرة الخضراء، والدوري الدولي للمدن الفوسفاطية .. ولعل في خروج صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن لترأس انطلاق منافسات الدوري الذي يحمل اسم سموه كأول نشاط رياضي له، إشارة قوية من جلالة الملك محمد السادس على العناية الكبيرة، والإهتمام الوفير الذي يوليه جلالته للقطاع الرياضي بصفة عامة، ولرياضة سباق الدراجات بصفة خاصة . هذا يعني فيما يعنيه أن الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات تمكنت من أن تبسط الطريق جيدا من أجل الدراجة المغربية ومن أجل ممارسييها الذين أصبحوا يتكاثرون يوما عن يوم، بفضل استراتيجية مبنية على البحث عن الأبطال، وعلى التكوين، وعلى تكثيف المشاركات في التظاهرات القارية الكبرى، والتي من شأنها أن تجعل الدراجة المغربية، والدراجين المغاربة على قدم المساواة وأكثر مع نظرائهم في القارة السمراء .. والمبنية كذلك على إعطاء الأطر التقنية الوطنية حظهم من الإهتمام والرعاية والإنصاف على النحو الذي تم ويتم مع كل من مصطفى النجاري، وأحمد الرحايلي، ومصطفى أفندي، ومحمد بلال وآخرين، الذين قدموا ويقدمون كل ما في وسعيهم من أجل الدفع بالدراجة المغربية نحوالمراتب المتقدمة التي يأتي في مقدمتها التأهل لأولمبياد لندن وبطوللة العالم.