في أول رد فعل لمبارك المتوكل القيادي في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بالقناتين الأولى والثانية، وقناة العيون ليلة الأربعاء الماضي، قال »»هداك غير السي بنكيران».« وأضاف جواباً عن المقصود بهذه الجملة: أن ما صرح به ليس كلام العقلاء، ورأى المتوكل أن بنكيران لم يستطع إقناع نواب الأمة بالغرفة الأولى والثانية، فتوجه إلى المواطنين مباشرة في محاولة لإقناعهم، في الوقت الذي تنصل من وعوده الانتخابية التي بموجبها صوت عليه المواطنون، قبل أن ينقلب عليهم. وأضاف عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل في تصريح للجريدة، «إننا انتقدنا الحكومات السابقة، بعدما أقرت بعرض الزيادات في الأسعار، خاصة في سنة 1981، التي أدت إلى كوارث حقيقية، لكن الزيادة التي أقدم عليها بنكيران فاقت كل الحدود. إذ وصلت إلى 20% في سعر البنزين و 15% في سعر الكازوال، الشيء الذي أدى إلى تداعيات على أسعار أخرى في جميع المجالات وعلى القدرة الشرائية بشكل عام. واستغرب المتوكل تصريحات رئيس الحكومة الذي دعا المواطنين إلى استعمال »الطوبيس،« وشدد في تصريحه على أن الحكومة لا تستحق الاحترام، خاصة في ظل تواجد رئيس حكومة «»يقول اللي ف راسو««، ورأى أن الحكومة استغفلت المواطنين وأقرت هذه الزيادات المهولة في مرحلة نحن مقدمون فيها على العطلة الصيفية وعلى شهر رمضان، وكذلك اجتياز امتحانات البكالوريا، مشيراً إلى أن الدخول الاجتماعي قادم، وسيكون ساخناً بكل المقاييس. وتساءل عن الصفة التي يتحدث بها بنكيران، يتحدث ويتصرف كأمين عام لحزب العدالة والتنمية، وليس كرئيس حكومة، وربط بين تصريحات بعض الوزراء »»البايخة»« وتصريحات رئيسهم، إلا أن تصريحات هذا الأخير فاقت كل الحدود، يستغفل فيها المواطنين. عبد المالك أفرياط عضو الفريق الفيدرالي للوحدة والتعادلية بالغرفة الثانية، أكد أن رئيس الحكومة يستعمل خطاباً شعبوياً. وتوجه للمغاربة ليلة الأربعاء بهذا المنطق في الوقت الذي يسحق الفقراء ويدافع عن الأغنياء أصحاب الثروات، في حين كان يتبنى في برنامجه الانتخابي، إصلاح الأوضاع الاجتماعية للفقراء، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول إصلاح صندوق المقاصة، وذكر أفرياط بعدم قبول مقترح الفيدرالية الديمقراطية للشغل بخصوص سن ضريبة على الثروة، إذ جندت أغلبيتها لذلك والتي تقدمت باقتراح لإفراغ هذا المقترح من محتواه، وشدد في تصريحه على أنه في ظل هذه الأزمة، هناك عدم توزيع خيرات البلاد بشكل عادل، مذكراً أن 20% من المغاربة يستحوذون على 80% من ثروات البلاد والعكس صحيح. واعتبر أن بنكيران أبان عن فشله الذريع. ولم يسجل أي إجراء يذكر ليكون مدخلا للإصلاح الذي ادعى أنه سينفذه. وسجل عبد المالك أفرياط ما قاله بنكيران أمام مجلس المستشارين مؤخرا حينما صرح بأن التوجه الحكومي هو توجه حزب العدالة والتنمية. وبذلك فهو يقصي باقي مكونات. وأشار في تصريح للجريدة ما أكده وزير الطاقة حينما أعلن أنه لم يخبر بهذه الزيادة في المحروقات، مما سيكون له لا محالة انعكاسات خطيرة على القدرة الشرائية على السواد الأعظم من المغاربة. من جانبه اعتبر محمد هاكش القيادي في الاتحاد المغربي للشغل. أن خطاب بنكيران شعبوي، كما شدد على أن الزيادة في المحروقات تدل على نفسها، إذ تعبر عن الزيادة في إحراق المستوى المعيشي لأغلبية الأجراء والمواطنين، وذكر هاكش بتنصل الحكومة من وعودها الانتخابية، حيث تم اصطياد المواطنين، وفتح آمال أمامهم قبل أن يتم الانقلاب عليهم. كما رصد الطريقة التي حاول بها بنكيران تبرير هذه الزيادات المهولة، إذ اعتمد على خطاب شعبوي كادعائه ودعوته للمواطنين باستعمال »الطوبيسات« وكأن هذه الحافلات »كتمشي بلاش«. كما أن اقتصاديي بنكيران لم يفصحوا عن الحقيقة في هذا المجال، وسجل القيادي في الاتحاد المغربي للشغل أن تداعيات الزيادة في ثمن المحروقات طالت جميع المجالات، إذ في نقل البضائع ازدادت الاسعار ب 20% وفي نقل الأسماك ب 25% كما سجل أن الطاكسيات في العديد من المناطق قامت بشكل تلقائي بالزيادة بدرهم في النقل، مشيرا إلى أن الحكومة تتعامل مع المواطنين كأنهم من عالم آخر وتحاول استبلادهم. اللهم إذا كان هناك مفهوم خاصا للفقراء لديها. وشدد في تصريحه على أن الحكومة كان من الأليق لها أن تخبر المواطنين بالحقيقة كما هي بدون لف أو دوران، عوض تقديم مبررات وتبريرات واهية، ورأى أن تصريح بنكيران مليء بالخيال ولايمت للواقع بصلة بالاضافة إلى الشعبوية، ولا علاقة له بتصريح رجل دولة. وأكد أن على الحكومة بكل مكوناتها أن تتحمل مسؤوليتها، إذ اعتبر أن القرار هو قرار حكومي، وعلى مكونات الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها وتخرج عن صمتها، كما هو الحال بالنسبة لوزير الفلاحة عزيز اخنوش الذي كان واضحا في هذا الباب.