اشترطت مجموعة (الكتبية) إدماج حفل تكريم عبد المجيد الظلمي في المباراة التي يرتقب أن تجمع بين البارصا ومنتخب وطني يضم لاعبي البطولة المغربية تحت قيادة المدرب رشيد الطاوسي، للموافقة على أن تكون من بين محتضني هذه المباراة الهامة التي سيحتضنها المركب الرياضي الجديد لطنجة. وخصصت (الكتبية) مبلغ 200 مليون سنتيم لفائدة الظلمي اللاعب الدولي السابق، الذي صدرت مذكراته مؤخرا في كتاب للزميل كريم إدبهي تحت عنوان:"عبد المجيد الظلمي، المايسترو". وتكلفت نفس الشركة بمصاريف طبعه. وفي انتظار ما سيقرر بعد عقد ندوة في الموضوع، عقدت أمس الأربعاء بمقر نادي برشلونة انطلاقا من الساعة الرابعة زوالا، وجب التذكير بكافة التفاصيل والمعطيات التي سبقت انعقاد الندوة. لقد انطلقت المشاورات في البداية حول مجيء نادي برشلونة إلى المغرب قبل حوالي ثلاثة أشهر في إطار سعي إحدى الشركات (الكتبية)إلى خلق موعد سنوي تنظم ممن خلاله دوريا يضم ثلاثة أندية أوربية إلى جانب بطل المغرب، وتم اقتراح نادي برشلونة الذي رحب بالفكرة مبدئيا كواحد من الأندية الأوربية المشاركة. بعد ذلك، ولأسباب تتعلق بضيق الوقت وصعوبة استقدام ثلاثة أندية أوربية في نفس الوقت، تم إرجاء موضوع تنظيم الدوري للسنة المقبلة، وتعويض ذلك بمباراة استعراضية يكون نادي برشلونة أحد طرفيها وتحتضنها أحد الملاعب الجديدة بالمغرب. تم بالتالي ربط الاتصال بشركة (سافين) التي يربطها عقد مع برشلونة تتكلف بموجبه بتنظيم كل المباريات الاستعراضية للبارصا خارج إسبانيا.. وتم التوافق حول موعد إجراء المباراة وهو 28 من شهر يوليوز القادم. كما تم الاتفاق على الجوانب المالية والتي تنازل فيها نادي برشلونة عن امتيازات كثيرة يحصل عليها في بلدان أخرى، مراعيا الوضعية الاقتصادية المغربية. في هذا الإطار، تم الاتفاق على ضخ مبلغ ما يناهز مليار سنتيم في حساب الفريق الإسباني قبل متم شهر ماي الحالي، كشرط أساسي لمواصلة المفاوضات والنقاش على أن يتسلم برشلونة باقي المبلغ وحدد في مليار من السنتيم إضافية عند حلوله بالمغرب وقبل خوضه المباراة. في جانب آخر، تم التوافق بين الشركة المغربية الخاصة وشركة (سافين) السويسرية التي تلعب دور الوسيط بين الجهات المعنية بالمغرب وبين نادي برشلونة، على أن يكون الفريق الذي سيلعب أمام البارصا منتخبا محليا يضم أجود لاعبي البطولة الوطنية ويقوده المدرب رشيد الطاوسي. لكن ما حدث من بعد يعيد مسألة قدوم البارصا للمغرب تحت التساؤل. فبمجرد شيوع خبر التداول حول مجيء البارصا، حتى انتفضت وزارة الشباب والرياضة وشركتها (صونارجيس) واقتحمتا مجال التفاوض ، خاصة شركة (صونارجيس) التي حاولت استغلال الحدث لتحقيق أكبر ربح من العملية، بل إنها لم تتوان في تجاوز كل المساطر الاحترافية عندما سمحت لنفسها في دخول المفاوضات مباشرة بينها وبين البارصا عبر مراسلات تحمل توقيعها. إلى جانب ذلك، أقحمت (سافين) شركات أخرى في العملية، ومنها شركة خاصة بتنظيم الحفلات والأعراس، فيما تراجعت (الكتبية) التي بدأت التفاوض وكانت وراء العملية منذ انطلاقتها، لكنها التزمت في المقابل بتخصيص مبلغ 200 مليون سنتيم يمنح كليا لعبد المجيد الظلمي في حالة موافقة نادي البارصا على استغلال مباراته بطنجة، لتكريمه. المثير في الموضوع هو أن الشركة الوسيط، ومعها كل الأطراف المعنية بموضوع مجيء البارصا، لم يلتزموا بضخ مبلغ مليار سنتيم في حساب الفريق الإسباني كما تم الاتفاق عليه من قبل، وسيكون يوم أمس الأربعاء فرصة لإقناع الإسبانيين بتأجيل صرف المبلغ إياه، وانتظار ما بعد نهاية مباراتهم أمام المنتخب المحلي يوم 28 يوليوز لتسلم المبلغ كاملا وهو ملياران من السنتيم، حيث تعول الأطراف المغربية على عائدات المباراة من بيع التذاكر والإشهار التي تم تقديرها بأربعة ملايير سنتيم لتسليم البارصا مقابلها المالي.. فهل يقبل النادي الإسباني الانتظار إلى ما بعد نهاية مباراة يوم 28 يوليوز المقبل؟ يشار إلى أن الندوة المنعقدة أمس الأربعاء، من المقرر أن يكون حضرها نائب رئيس النادي الإسباني ومدير شركة (صونارجيس) التابعة لوزارة الشباب والرياضة، ونائب رئيس شركة (سافين) السويسرية المكلفة بتنظيم مباريات برشلونة الاستعراضية خارج إسبانيا، وهو للتذكير مغربي يعيش في سويسرا وسبق له اللعب في أحد أنديتها.