تتواصل بمدينة مرتيل فعاليات الدورة 12 لمهرجان السينما المغربية والإيبرو أمريكية. هذا وضمن محور ندوة «شهادات بصرية حول سنوات الرصاص» التي احتضنت أشغالها على مدى يومين، كلية الآداب والعلوم الإنسانية عبد المالك السعدي، عرفت مشاركة العديد من الباحثين والجامعيين والسينمائيين، بالإضافة إلى مشاركة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ممثلاً بالأستاذ ادريس اليازمي رئيس المجلس. المداخلات العشر التي تناولت موضوع «شهادات بصرية حول سنوات الرصاص»، قاربت مجموعة من المحاور المرتبطة بقضايا حقوق الإنسان من تجارب الاعتقال السياسي ودور السينما في التعريف به، والتأريخ له. في هذا السياق، جاءت مداخلة ادريس اليازمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لتؤكد على أهمية الدور الذي لعبته هيئة الإنصاف والمصالحة في إرساء دعائم سياسية إصلاحية، خصوصاً بعد السنوات التي عرف فيها المغرب انتهاكات لحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن السينما المغربية عرضت بهذا الخصوص ستة أفلام، قدم من خلالها مجموعة من المخرجين المغاربة وجهات نظرهم حول سنوات الرصاص، وذلك انطلاقاً من كتب وشهادات، ساعدت على التعرف على هذه السنوات التي مر منها المغرب. كما تناول كل من المخرجين الجيلالي فرحاتي، ميشال خليفي، المخرج المكسيكي فرانسيسكو طابزودا طابوني... وضع السينمائي في تقريب الذاكرة والأرشفة لوقائع عاشتها الإنسانية. الدورة الثانية عشرة لمهرجان مرتيل السينمائي، كذلك، هي الأنشطة الموازية للدورة، والتي تكتسي طابع الانفتاح وإشراك المؤسسات التعليمية والجمعيات وساكنة مرتيل في هذا الفعل الثقافي السينمائي، حيث تحتضن يومياً قاعة سينما «الريف»، عروضا سينمائية لتلاميذ وتلميذات لأربع مؤسسات تعليمية، وعقد لقاءات مفتوحة مع مجموعة من الممثلين ضيوف المهرجان داخل فضاء المؤسسات التعليمية، إضافة إلى تنظيم عروض سينمائية في هواء الطلق بمجموعة من أحياء مرتيل. كما تعرف الدورة 12، سنوياً، الحضور الكبير لطلبة مجموعة الأبحاث والدراسات السينمائية للسمعي البصري التي يشرف عليها الباحث حميد العيدوني، وذلك من خلال المساهمة في التنظيم وتوثيق تفاصيل يوميات المهرجان، والمشاركة في النقاش المعرفي، والمحترفات التي يؤطرها مجموعة من المخرجين السينمائيين من أمريكا اللاتينية مضمونها كيفية التعامل مع آلة التصوير الفوتوغرافي، والإخراج السينمائي وتقديم لمحات عن التجارب السينمائية بدول الإيبرو أمريكية. كما تميز المهرجان بتكريم السينما اللبنانية، من خلال عرض فيلمين قصيرين للمخرج هادي زكاك، الأول بعنوان «لبنان من خلال السينما»، والثاني بعنوان: «مرسديس». ومن أبرز ما يميز هذه الدورة، خلال هذه السنة، هو إحداث لجنة للتحكيم ممثلة من تلاميذ وتلميذات ثانوية محمد السادس بمرتيل، وهذا يكرس ذلك البعد الذي يسعى إليه المهرجان من خلال أبعاد تربوية تتبنى نشر الثقافة السينمائية في الوسط التعليمي.