في أول استقبال لقائد دولة منذ انتخابه، التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زوال أول أمس بجلالة الملك الذي يقوم بزيارة خاصة إلى فرنسا، وذلك بقصر الإليزيه. وعقب اللقاء عمم الإليزيه بلاغا جاء فيه أن هولاند جدد «تمسكه بالصداقة بين فرنسا والمغرب». وأشار الى طابعها الاستثنائي «بفضل الروابط العديدة بين البلدين والمجتمعين والارادة المشتركة في إقامة فضاء أورو متوسطي». وأشاد الرئيس الفرنسي «بمسيرة الإصلاح الديموقراطي والاقتصادي والاجتماعي الجارية في المملكة بمبادرة من الملك»، بحسب البيان، مشيرا إلى أن «فرنسا تقف الى جانب المغرب في درب التحديث الاقتصادي وتعميق دولة القانون الذي اختاره». اللقاء الذي قالت إذاعة فرنسا الدولية إنه دام زهاء 40 دقيقة، تعرض خلاله قائدا البلدين إلى العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ، ورجح نفس المصدر أن يكون ملف الصحراء من بينها ، خصوصا أن اللقاء جاء عقب سحب المغرب ثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء كريستوفر روس ، وينتظر قرار من بان كي مون لتعيين مبعوث آخر يتميز بالحيادية والموضوعية من المرجح أن يكون وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول. وبخصوص هذاالموضوع بالذات، فإن الموقف الفرنسي الثابت أكد عليه الإليزيه مرة أخرى في تصريح للناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو، حيث أكد أن «فرنسا تجدد دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي الذي هو المقترح الواقعي الوحيد المطروح حاليا على طاولة المفاوضات، والذي يشكل الأساس الجدي وذا المصداقية لإيجاد حل في إطار الأممالمتحدة»، وهو نفس الموقف الذي سبقت أن عبرت عنه الكاتبة الأولى للحزب الاشتراكي الفرنسي خلال زيارتها إلى المغرب في مارس الماضي. وكانت الجزائر والبوليزاريو قد راهنتا على تبدل في الموقف الفرنسي من النزاع المفتعل حول الصحراء، غير أن اللقاء الذي تم بين جلالة الملك وهولاند وضع حدا نهائيا لهذا المراهنة. إسبانيا التي تتابع عن كثب تطورات العلاقات الفرنسية -المغربية بفعل مصالحها العديدة مع المغرب ، اهتمت بهذا اللقاء حيث أفردت له وسائل الإعلام حيزا هاما ، وأجمعت على أن لقاء جلالة الملك مع الرئيس الفرنسي ، جاء ليؤكد « العلاقات الجيدة » بين البلدين ، وقالت إن فرنسا تعتبر المغرب « حليفا متميزا» في المنطقة، تربطه معها« علاقات استراتيجية» ولا تتأثر بصعود هذا الحزب أو ذاك إلى السلطة ، وهو عكس ما يحصل بين المغرب وإسبانيا. واعتبرت وسائل الإعلام الإسبانية أن هولاند أكد عبر استقباله لجلالة الملك على البعد التاريخي للدبوماسية الفرنسية تجاه المغرب، معتبرا أن جلالة الملك أحد الركائز الأساسية لاستقرار المنطقة .