رغم مرور قرابة شهرين على تفجر فضيحة المدرسة العليا للهندسة المعمارية بالرباط (30 مارس 2012 ) واضطرار الطلبة إلى تنظيم وقفات احتجاجية منذ 3 أبريل 2012 ، بعد أن اكتشف أول فوج مقبل على التخرج نهاية السنة الدراسية الجارية، أنه لن يحصل على دبلوم التخرج لأن مالك المدرسة الخاصة لا يتوفر على ترخيص بتدريس شعبتي الهندسة المعمارية والهندسة المدنية، فإن المعنيين بالأمر مازالوا ينتظرون تحركات الوزارة التي لم تثمر لحد الساعة، ما يمنحهم بصيص أمل، وكذلك الأسابيع تمر وشبح السنة البيضاء يطاردهم وضياع مستقبلهم يُطل مثل البعبع على صبرهم الذي بدأ ينفد. الوقفات الاحتجاجية انتقلت إلى مقر وزارة الإسكان التي يتولى حقيبتها السيد نبيل بن عبدالله، لأن وزارته معنية بالحلول الممكنة والفرص المتاحة لإنقاذ طلبة كل ذنبهم أنهم متعطشون للعلم ولنيل شهادة تمنحهم جواز المرور إلى المساهمة في بناء الوطن وولوج آفاق التشغيل واتقاء أنياب البطالة. كما تكتل آباء وأولياء الطلبة وربطوا الاتصال بالوزارة من أجل إنقاذ بناتهم وأبنائهم من مصير مجهول، وهم على أهبة التخرج حيث طالبوا بأن تعمل الوزارة على إيجاد حل استثنائي لمشكل استثنائي تعكف على إيجاده الحكومة، بناء على استشارات قانونية مع الأمانة العامة للحكومة وبإشراك جميع القطاعات الحكومية المعنية. كما اتصلوا بالفرق النيابية لتحسيسها بخطورة المشكل وطلب دعمها لإنقاذ شباب طموح وقع ضحية نصب واحتيال. والواقع أن هذه الفضيحة ما كانت لتطول تحت الظلام لولا تنصل وزارة التعليم العالي منذ سنوات من مسؤولياتها التي أناطها بها المشرع المغربي، خاصة النصوص التطبيقية للباب الثاني للقانون رقم 01.00 والمتعلقة بالتعليم العالي الخاص. في هذا الوقت الميت يواصل مالك المدرسة خرق القانون أمام أنظار الوزارة، ويستعد للموسم الدراسي المقبل لمواصلة النصب على طلبة جدد ويواصل توزيع الوعود الكاذبة مباشرة وبطريقة غير مباشرة، مدعوما بسلبية الوزارة غير المفهومة، بعد أن غرر بعشرات الطلبة وتاجر بحاجتهم إلى نيل شهادة عليا علقوا عليها كل الآمال. وقد لجأ الطلبة إلى بعث رسالة إلى جلالة الملك عبر الديوان الملكي يلتمسون فيها التدخل لإنصافهم وإنقاذهم من مصير مجهول يهددهم بالشارع وبتعزيز صفوف العاطلين. وعلاوة على ذلك وجهوا رسالة في الموضوع إلى رئيس الحكومة لكن دون تلقي أي جواب أو اتصال يخبرهم بمآل رسالتهم ومظلوميتهم. ولا تزال العائلات، التي ابتليت بهذا المصاب ، حائرة ومصدومة من موقف الوزارة غير الواضح والبطيء أمام انصرام الأيام والأسابيع وانسداد الآفاق أمام فلذات الأكباد التي تنام وتستيقظ على آفاق مجهولة ومستقبل غامض أسود ، بينما المدير الذي نصب عليهم وغرر بهم وتاجر بحاجتهم إلى نيل شهادة عليا علقوا عليها كل الآمال، مستمر مرتاحا من احتمال أي مساءلة .