تصوير: فيصل عاشق الليل اختتمت فجر الاثنين 7 ماي فعاليات الدورة السادسة لمهرجان ثقافة الواحات، الذي عاشته مدينة فجيج من 30 إلى 06 ماي2012، والذي امتدت سهرته الختامية إلى الساعات الأولى من يوم الاثنين7ماي. وعرفت دورة السنة الجارية إقبالا من طرف ساكنة المدينة على السهرات الفنية وضمنهم الأطفال الذين استفادوا، بالموازاة مع البرنامج العام، من أنشطة تكوين موسيقي على يد بعض المختصين من الجهة الشرقية وبعض فناني جهة شامباني وأردين الفرنسية. وقد كانت هذه التظاهرة مناسبة لإبراز ثقافات الواحات ومظاهرها التراثية والعمرانية والبيئية والفنية المتميزة، حيث تضمنت معارض متنوعة: صناعة تقليدية، فنون تشكيلية، وثائق ومخطوطات وصور، كما اشتملت على أروقة لمنتجات واحة فكيك وللتعريف بها (أروقة الاقتصاد التضامني). ومن زاوية التنشيط الفني تضمنت السهرات الليلية المقامة في ساحة تاشرافت مساهمة العديد من المكونات الفنية والغنائية التقليدية للمنطقة خاصة من فكيك وعبو لكحل وتالسينت وبني كيل وبومريم وبوعنان ثم لبعض مكونات الجهة الشرقية وكذا بعض الفرق القادمة من مناطق الواحات بالراشيدية وزاكورة وطاطا وورزازات. كما تجب الإشارة للمشاركة المتميزة للفنان والعازف الفكيكي عبد الكريم كاكو خلال عدة فقرات من المهرجان. الماء سر الحياة وعلى مستوى الندوات والمناقشات العمومية ركزت دورة هذه السنة على موضوع تدبير المياه في أفق استفادة الساكنة والأنشطة الفلاحية لفكيك من مياه سد الصفيصف التي ستتدفق قريبا على واحة فكيك. لقد شكل هذا السد مكسبا من المكتسبات القليلة التي حظيت بها المدينة في العشرية الأخيرة، وبحكم الندرة واعتماد الواحة على المياه الجوفية لمدة طويلة، فإن الموضوع يتخذ حساسية كبرى رغم الوضع الإيجابي والواعد في هذا المجال، إذ تعرف مياه الواحة الجوفية تصاعدا في الملوحة وتصبح الآبار بالتدريج أكثر عمقا. وقد ساهمت وزارة الفلاحة في هذا المهرجان بإضاءات مفيدة صحبة ممثلين عن الجمعيات المهنية المستفيدة حول نمادج تدبير توزيع المياه لأغراض زراعية في محيط سافلة سبو ومناطق أخرى من المغرب. ودار النقاش بين الحاضرين عن سبل تدبير للمياه بفكيك تمثل توافقا محليا حول الموضوع و تفتح المجال لاستعمال ناجع ومعتدل يحافظ على توازنات البيئة ويساهم في تنمية مستدامة للمنطقة و إمكاناتها. جودة تمور فكيك وضعف في الإنتاج والتخزين والتسويق وشكل موضوع إنتاج تمور الواحة وتسويقها أيضا لحظة متميزة، حظيت باهتمام المعنيين من الساكنة واستفاد الحاضرون من عروض قدمها مختصون في قضايا تسويق هذا المنتوج على المستوى الوطني تعرف فيها المنتجون المحلييون على واقع وبنية السوق المحلية و الدولية للتمور، بينما تم استعراض تجربة تعاونية المسيرة التي كانت الرائدة في المنطقة و التي شقت السبيل أمام تطور المجال التعاوني على مدى العشرية الأخيرة. وفي هذا المجال أكد المشاركون على خصوصية تمور المنطقة وجودتها، حيث لا تستعمل في إنتاجها المواد الكيماوية إلا نادرا وتمثل حسب التحاليل التي أجريت عليها في المختبرات الأوروبية نموذجا للمنتوج الطبيعي بامتياز(بيو). كما تبين ضعف الإنتاج ومحدودية تسويقه لحدود الساعة مما يتطلب مجهودات هيكلية وبنيات جديدة مساعدة وتجهييزات كافية لتدبير عملية تسويقه بالشكل الملائم. شكلت الدورة السادسة لمهرجان الواحات بفكيك تحديا آخر اجتازه منظموه بنجاح، وبإسدال الستار على هذه التظاهرة الراقية تبينت ضرورة مواصلتها وتوسيع مكتسباتها لفائدة الواحة وكافة المنطقة. وللتذكير ينظم هذا المهرجان من طرف المجلس البلدي للمدينة الذي تسيره أغلبية اتحادية وعمالة إقليم فكيك بمشاركة وزارة الثقافة ووكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية ومجلس الجهة بالإضافة إلى دعم جهة شامباني اردين الفرنسية وأطراف أخرى.