هذه شهادات أدلى بها شباب وناشطو حركة 20 فبراير بآسفي للجان التقصي التي بعثها المجلس الوطني لحقوق الإنسان والوسيط من أجل الديمقراطية و حقوق الإنسان .. يفضح فيها المعتقلون والمختطفون حقيقة ما مورس عليهم من طرف مسؤولي الأمن بآسفي .. لعلها الإفادات التي أصبحت في تقارير رسمية والتي تظهر إلى أي حد تعاملت الأجهزة الأمنية في المدينة مع حراك اجتماعي عادي و طبيعي . حفيظ ناشط بحركة 20 فبراير: بدأ تعذيبنا وكل واحد يصل دوره يشيرون إليه وهم يهتفون : «أمولا نوبة» كان الضرب يستهدف جميع أنحاء الجسد، وحينها صرخ أحدهم: «لا تضرب على الرأس». كان الرفس والضرب والتعذيب يستمر لمدة تتراوح مابين 5 و7 دقائق. أكاضيل عضو تنسيقية 20 فبراير: ......ذكرونا بأن المغرب سنة 1981 قتل المئات من «البخوش بحالكم»، وقالوا لنا إن الدولة اليوم قادرة على فعل الشيء نفسه. لاحظت أكواما من الحجارة أخبرنا أحدهم أنها من المحجوزات وأنها عنصر إدانتنا. ذهبوا بنا على متن نفس السيارة إلى منطقة خلاء بالقرب من المعمل الكيماوي، بحضور المدعو «الحامد» ضابط الشرطة القضائية الذي كان يعطيهم التعليمات. ضربني أحدهم على فمي سقطت معها إحدى أسناني، بعد حوالي 45 دقيقة أنزلوني بالقرب من شاطئ الكاب/البدوزة (30 كلم شمال آسفي)، نزعوا نظارتي أشبعوني ضربا وتركوني لوحدي في الخلاء .. عثمان حنزاز: تم اختطافي ، أوقفتني 6 دراجات يمتطيها رجال الأمن (من فئة الصقور)، أركبوني سيارة غير نظامية (نوع ستافيط)، وجدت بها علبا بها حجر، وجاؤوا بمصور وأخذ لي صورا مع الحجر، وأجبرني أحد رجال الأمن على نزع ملابسي، وهو يؤكد: «لدينا أوامر، لدينا أوامر». أخذوني في اتجاه سبت كزولة جنوبآسفي، ورموني بمنطقة تسمى الخميس، بعدما جردوني من النقود التي كانت بجيبي وقيمتها 8 دراهم (160 ريال)، ثم أعادوها إلي، وقمت بالأوتوستوب في اتجاه سبت كزولة، بعد ذلك تمكنت من إجراء اتصال هاتفي. أمين أمواجي: .....بعدها رموني خارج الفاركو حيث ضربوني مرات عديدة بالعصا خاصة على الرجلين حتى لم أعد أقوى على الوقوف، ودفعني أحدهم وقلبوني على ظهري وبدأ الضرب علي بسادية قل نظيرها. تدخل الضابط (الحامد) أخذني واحد من اليد اليمنى وآخر من اليسرى ورفع هو حجرة صفراء من 4 كيلو تقريبا ونزل بها على رجلي اليمنى. وأغمي علي لبعض الوقت، أحسست بعدها الضرب على جسمي وخاصة رجلي. رشيد بنوح: جاء دوري، بعد إنزال ستة معتقلين قبلي، أنزلوني في منطقة خلاء أشبعوني ضربا إلى درجة لم تستطع معها رجلاي حملي إلا بصعوبة كبيرة. انتابني خوف شديد خاصة أني لم أتبين المكان الذي أنزلوني فيه ولم أتعرف عليه إلا بعد مرور صيادين (2) أخبراني أني في الكيلومتر 40 من شمال آسفي، أقرب نقطة لها هي الكاب/البدوزة تبعد ب حوالي 7 كلم، وأخبراني أن الساعة تشير إلى الثانية عشر ليلا. محمد الشملالي .. نبههم أحد المسؤولين بقوله: Ne dites pas les noms et Pas de discussion لم تتوقف السيارة عن المسير كما لم أتبين الاتجاه الذي تسير فيه رغم أني حدست بأنها في الاتجاه الشمالي لآسفي عن طريق الشاطئ لأني أحسست بمرتفع سيدي بوزيد، وتأكد لي ذلك بعد قليل حين أجاب أحدهم على الهاتف بأن السيارة قرب فندق بانوراما. لاحظت أن كل 10 كلم تقريبا يهاتفهم رئيسهم (الحامد) فيقومون بإنزال واحد من المعتقلين، وبمجرد نزوله يكسرون هاتفه ويجردونه من حذائه ويتركوه وحيدا ليتدبر أمره بعد أن يكونوا قد أشبعوا ساديتهم بضربه وركله وسبه.