احتضن مقر وزارة الشباب والرياضة أول أمس الأربعاء اجتماعا موسعا، حضره ممثلون عن وزارة الداخلية والوقاية المدنية والأمن والدرك الملكي واللجنة الأولمبية الوطنية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي مثلها أحمد غيبي، رئيس لجنة البرمجة والتحكيم، وكذا جمعية اللاعبين المحترفين، التي مثلها رئيسها مصطفى الحداوي، ولحسن أبرامي وحسن فاضل ويوسف روسي، وكذا بعض جمعيات الأنصار والمحبين، فضلا عن العديد من المهتمين. واعتبر الوزير محمد أوزين في معرض حديثه، حسب مصدر تابع أشغال هذا الاجتماع، أن هذه الظاهرة تفرض انخراط الجميع لأن المسؤولية مشتركة، وتقتضي تضافر الجهود، سيما وأن المغرب مقبل على العديد من التظاهرات العالمية، التي تفرض درجة عالية من التحضير. وأوضح مصدرنا أن جميع الحاضرين أكدوا على المسؤولية الجماعية، وتفعيل القانون بشكل صارم، وبالتالي ينبغي القيام بأعمال تحسيسية طيلة الموسم، لأن الظاهرة أصبحت مقلقة. وأضاف ذات المصدر أنه تقرر تشكيل لجنة وطنية تضم بالإضافة إلى الهيآت الحاضرة، علماء نفس واجتماع، لتحديد أسباب ودوافع مرتكبي مثل هذه السلوكات المرفوضة، وتنبثق عنها لجن وطنية جهوية، تشغل وفق سياسة القرب، لرصد تجليات هذه الظاهرة في كل منطقة، وبالتالي تحديد أسبابها، واقتراح الحلول المناسية. وخلص المجتمعون إلى ضرورة إشراك وزارة التربية الوطنية، من خلال القيام بحملات تحسيسية بالمؤسسات التعليمة، خاصة وأن الملاعب الوطنية ترتادها فئة مهمة من التلاميذ القاصرين. وأوضح مصطفى الحداوي، في اتصال هاتفي مع الجريدة، أن أكثر من 600 مباراة تجري طلية الموسم بمختلف الأقسام، وبالتالي فإن نسبة قليلة منها هي التي شهدت أعمال شغب، مما يعني أننا لم نصل بعد إلى مستوى الظاهرة، لكن الضرورة تقتضي التصدي لها، عبر القيام بحملات توعية وتحسيس طيلة الموسم، مستعرضا بادرات جمعيته في هذا الصدد، حيث قامت بتوزيع بطاقات حمراء، تتضمن عباراة «لنخرج البطاقة الحمراء في وجه الشغب»، وخاصة خلال مباراة الديربي الأخير. وأضاف أن الديربي المقبل، الذي سيجمع الرجاء بالوداد، سيشهد عملية مماثلة، لإشعار الجماهير بحساسية الأمر، وضرورة التصدي للشغب. واستعرض الحداوي في معرض تدخله خلال هذا الاجتماع، مجموعة من مظاهر العنف، التي يتعرض لها مواطنون أبرياء خلال المباريات، حيث يسلب منهم كل ما يتحوزونه من طرف أشخاص يتوافدون على الملاعب بهدف السرقة والإجرام. وطالب اللاعب الدولي السابق وسائل الإعلام بالقيام بحملات استباقية، كأن تبث حملات تحسيسية يشارك فيها رموز الرياضة الوطنية لحث الجماهير على التحلي بالروح الرياضية ونبذ العنف.