دخل أطباء مصلحة أمراض النساء والتوليد بمستشفى الأم والطفل، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، في اعتصام مفتوح ابتداء من صباح يوم الأربعاء 25 أبريل 2012 احتجاجا على تدهور المنظومة الصحية بجهة مراكش التي تنعكس سلبا على شروط أداء مهمتهم بالمصلحة بشكل كارثي . وأوضح الدكتور رشيد أوملود من مصلحة أمراض النساء والتوليد بالمستشفى المذكور، أن مستعجلات الولادة تعاني من مشكل مزمن منذ حوالي سنة ونصف بسبب افتقار كل أقاليم جهة مراكش لمستعجلات الولادة، أي مركب جراحي وأطباء متخصصين،الشيء الذي يجعل كل حالات الولادة التي تتم بهذه الأقاليم، بل وحتى خارجها، تحول الى مستعجلات التوليد بمستشفى الأم والطفل بمراكش . مما ينجم عنه ضغط كارثي ومهول يتحمله الطاقم الطبي بالدرجة الأولى وينعكس على جودة الخدمات العلاجية . وقال الدكتور أوملود إن إغلاق مصلحة التوليد بمستشفى ابن زهر (المامونية)، وتنقيل مصلحة أمراض النساء والتوليد من مستشفى ابن طفيل إلى مستشفى الأم والطفل، كان من نتائجه تراجع الطاقة الاستيعابية من أزيد من 120 سريرا في بداية سنة 2000 إلى 64 سريرا فقط حاليا، علما بأن عدد السكان صار أكبر بمراكش ومختلف الأقاليم وحالات الولادة تضاعفت . ومن المؤشرات التي قدمها الأطباء المحتجون والتي تدل على درجة خطورة الوضع بالمصلحة، والناجم عن الضغط المتنامي عليها بفعل اختلال المنظومة الصحية بالجهة، أن عدد العمليات القيصرية التي تتم في اليوم الواحد بمستعجلات الولادة بمستشفى الأم والطفل يتراوح ما بين 20 و 30 عملية يوميا يسهر عليها طبيبان، وهو ما يعقد شروط العمل بالنسبة للطبيب الذي يتلقى ثقل هذا الضغط ويعرض صحة الحوامل للخطر، ناهيك عما ينجم عن هذا الاكتظاظ من مظاهر تمس جودة العلاج كالاضطرار إلى تقاسم السرير الواحد من قبل حالتين أو أكثر وغيرها .. واعتبر الأطباء المحتجون أن لامبالاة الجهة بمصالحها المعنية بهذا المجال وسكوت إدارة المستشفى الجامعي بمراكش التي تفتخر بأن نسبة الملء بلغت 130 بالمائة بهذه المصلحة، يزيد في تأزيم الوضع في الوقت الذي كان من المفروض فيه التحرك بشكل مستعجل لسد هذا الخصاص المهول بتزويد المستشفيات الإقليمية بمستعجلات الولادة بما يتضمنه ذلك من مركبات الجراحة وأطباء متخصصين ، ولاسيما أن المغرب يرفع تحدي تقليص عدد الوفيات في صفوف الأمهات والأطفال ، موضحين أن المستشفى الجامعي بفعل هذا الضغط انحرف عن مهمته الأساسية المتمثلة في التكوين ، وغدا ينوب عن مهمة المستشفيات الإقليمية بالجهة، بل إن أحد المحتجين قال « إن هذا الوضع حولنا إلى تقنيين في العمليات القيصرية وليس مختصين في أمراض النساء والتوليد .. « أطباء مصلحة أمراض النساء والتوليد بمستشفى الأم والطفل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، الذين يخوضون اعتصامهم بشكل يومي أمام إدارة المستشفى ، يدقون ناقوس الخطر في آذان كل مسؤولي الجهة وممثلي السكان بمختلف أقاليمها وكذا الوزارة الوصية على الصحة، وينبهون بإلحاح كبير إلى أن الاكتفاء بمركب جراحي وحيد لمستعجلات الولادة بالجهة يشكل خطرا كبيرا يتزايد تهديده يوما بعد يوم على صحة الحوامل بها وأطفالهن، لذلك يطالبون بتدخل عاجل لحل هذه المعضلة من أجل توفير تطبيب إنساني للحوامل وشروط ملائمة لممارسة الأطباء لمهمتهم .