بو لعقول فاطمة الزهراء من مواليد 1987، شابة مليئة بالأحلام والأمل، بالرغم من أنها ولدت مع إعاقة جسدية لا تستطيع بسببها تحريك طرفها السفلي، فإنها واحدة من الشابات اللاتي لم يفقدن الأمل في تحقيق دواتهن، اختزل حلم فاطمة الزهراء في أن تصبح يوما مطربة مرموقة وأن تحترف الغناء. منذ الصغر علمت فاطمة الزهراء أنها تمتلك صوتا فريدا يعطيها الحق في أن تحلم بأن تغني على خشبات المسارح الوطنية، منذ الصغر طاردت حلمها دون كلل ولا ملل، التحقت بدار الشباب البرنوصي شاركت في عدد كبير من المهرجانات الإقليمية، حازت على العديد من الشواهد التقديرية، أول مشاركة لها كانت بمهرجان الوتر حيث حصلت على شهادة تقديرية، كما أن إعاقتها لم تمنعها من المشاركة في إقصائيات برنامج المسابقات الغنائية ستوديو دوزيم غير أن الحظ لم يساعدها في بلوغ المراحل النهائية في البرنامج. وفي الحديث عن إعاقتها تقول بو لعقول والابتسامة لا تفارق محياها، لم أشعر يوما أني معاقة وأني مختلفة عن الأخرين ، والفضل في ذلك يرجع بالأساس إلى أمي رحمها الله كانت بمثابة الأرجل التي حرمني منها الله سبحانه وتعالى، كانت ترافقني في كل الأماكن حتى في الدراسة كانت تذهب معي إلى المدرسة وتبقى طول الفترة التي يجب أن أتواجد بها في المدرسة كانت تساعدني كثيرا في التنقل بين الأقسام خصوصا أن مرحلة الإعدادي كنت مضطرة للصعود إلى الطابق الأول لحضور المواد الأساسية كالرياضيات واللغة العربية واللغة الفرنسية، بعد أن فقدت أمي لم أعد أستطيع الذهاب إلى المدرسة، فقط في هذه الفترة شعرت حقا أني عاجزة فتركت بعدها المدرسة. بعد مغادرة المدرسة درست فاطمة الزهراء الإعلاميات، ثم أكملت دراستها في لانفوغرافي تصميم الوظائف، مند ثلاثة أشهر حصلت على رخصة للاشتغال كحارسة للسيارات بسيدي البرنوصي، وهي الأن تشتغل حارسة للسيارات دون أن تنسى تحقيق حلمها في أن تصبح مغنية محترفة، تقول فاطمة لا أحب الجلوس دون فعل شيء أحب دائما أن أنتج وأن أكون مفيدة لأهلي، عائلتي وأصدقائي يساعدونني دائما في تلبية حاجياتي التي لا أستطيح تحقيقها بنفسي غير أني لا أحب أن أكون عالة على الأخرين، فأنا لا أعتبر نفسي معاقة، فالإعاقة الحقيقية هي إعاقة العقل، يمكنني أن أكون منتجة مثل باقي الأشخاص العاديين، قد لا أملك أرجلا لأتمشى بحرية غير أني أشعر، أنني أوفر حظا من غيري فالله قد أنعم علي بنعم أخرى أهم، حب الناس و أهلي لي، وأكثر الأشياء التي أحمد الله عليها، أنه منحني صوتا بفضله أصبح لي هدف في الحياة أسعى إلى تحقيقه بكل الوسائل، لدي الصوت ومحبة الناس لا ينقصني إلا أن أجد من يستطيع صقل موهبتي الغنائية ومساعدتي في بلوغ هدفي وتحقيق حلم حياتي بأن أغني.