يعرف النطاق البيئي بجميع تشكلاته الطبيعية من شجر وماء ومناطق خضراء...مجموعة من الاختلالات والتصدعات الناتجة عن انشاء مشروع صناعي ويتعلق الامر بمصنع للاسمنت ، على اراضي جماعة تيدسي قيادة اولاد محلة دائرة اولاد تايمة، والذي حسب بلاغ الجمعية الخضراء للبيئة ، قد يحدث انقلابا بيئيا خطيرا ستكون له تداعيات وخيمة على المجال الصحي لساكنة المنطقة المحادية للمشروع، ومما جاء في مضمون البلاغ الذي يحمل اشارات انذارية للكارثة المرتقبة ان تحل بهاته المنطقة،خاصة وانها تتوفر على فرشة مائية مهمة تتزود منها المنطقة والمناطق المجاورة(اداومنو، توف العز، اصادص)وبها ثلاثة عيون مائية جارية:(تلالت،الخميس،تانوت)،وتشكل منظر ايكواوجي يتجسد في واحة ام الجريد الخضراء والتي تتغذى من الاعين الثلاثة ، تلالت،الخميس،تانوت ، وان بها كذلك الاركان على امتداد هكتارات بها حوالي ثلاثون الف شجرة من الاركان،وكما ان للمنطقة صبغة تراثية تاريخية حيث تعد مهدا للحضارة السعدية،حسب مرجع كتاب اهل سوس للعلامة المرحوم المختار السوسي،والمنطقة تشكل الرئة الوحيدة كمتنفس طبيعي بعد اقامة مصنع للاسمنت بالضفة الاخرى على بعد خمس كيلومترات بادا منوا،ويشير البلاغ الى الاثار المحتملة للمشروع والتي تتمثل في التاثير السلبي للمتفجرات التي تستعمل في مقالع الحجارة على الطبقات الصخرية ومن تم التاثير على الفرشة المائية السطحية والجوفية،ونضوب العيون المائية الثلاثة (تلالت،الخميس،تانوت)، وتلوث الهواء نتيجة للاتربة التي تنتقل مع الرياح والمحتمل انبعاثها من المقالع والمصنع،وتلوث البيئة الصوتية بسبب الضجيج المحتمل،وكذلك البصرية بفقدان المساحات الخضراء وتحول المنطقة الفلاحية الى منطقة صناعية وبالتالي ضرب مفهوم المغرب الاخضر،وتعرض عدد مهم جدا من شجر الاركان للاجتثات،واحتمال اصابة سكان المنطقة بامراض كالتحجر الرئوي ،وامراض ضيق التنفس ،وسرطان الرئة، والتهاب الجلد والعين ،والسعال الحاد والالتهاب المزمن للجيوب الانفية، ومن المعلوم ان هاته الامراض تظهر على المدى المتوسط نتيجة تراب الاسمنت المعروف بالباي باص،وقد جاءبلاغ الجمعية الخضراء للبيئة باولاد تايمة، ليدق ناقوس الخطر في نعش المجال البيئي محملا تبعات الاثار السلبية الى جميع السلطات والجهات المعنية،مطالبا في نفس الوقت الى الاسراع باجراء مقاربة استباقية، قبل حلول الكارثة حسب روح البلاغ والامر متروك الى باقي جمعيات المجتمع المدني، لتتحمل مسؤوليتها في التصدي لهاته المظاهر السلبية حتى لاتتحول المنطقة الى منطقة معزولة تفتقد فيها كل مقومات الحياة كما يستدعي الامر احداث مرافق صحية واجتماعية قادرة على توفير الخدمات الضرورية والاستعجالية لساكنة المنطقة وذلك في نطاق المقاولة الاجتماعية المواطنة.