شن وزير النقل والتجهيز ولاكريمات هجوما عنيفا على هذا العبد الضعيف لربه وشعبه. واستعمل في ذلك المضمر والصريح، بحيث أنه سمح ليومية «أخبار اليوم» تعنون باسمه واسمنا، مشكورة «الرباح يطلق النار على الاتحاد الاشتراكي ويؤكد أن تي جي ڤي أصبح مشروع البيجيدي». أولا مبارك ومسعود.. فلم يكن في علمنا أن التي جي ڤي مشروع مغربي، بل هو مشروع بيجادوي. (الراجل غا داوي حتى هو) ثانيا، لم نكن نعتقد بأنه الداودي من البيجيدي، وأن «البي جي دي» في المعارضة ركب «التي جي ڤي» للوصول إلى صناديق الاقتراع وعارض وأزبد وأرغى. مبارك ومسعود اسيدي مرة ثانية. دابا.. اراك للفراجة.. السيد الرباح قال في ندوة صحافية «إن الأحزاب التي تعارض هذا المشروع الذي يقوده اليوم حزب العدالة والتنمية هللت له سابقا». لنقف عند هذا الحد، صحيح أن الأمر يتعلق بقطار، فائق السرعة طبعا، لكن لا أعتقد بأن حزبا ما يقوده، وعلى حد علمي، لم يكن التنمية والعدالة مدرسة لتكوين السائقين، وقواد (جمع قائد) القطارات، بل كان ومازال حزبا سياسيا محترما يكون الأطر في السياسة والدعوة، ولا علاقة له بترانات حتى يقودها. ثالثا، لم نهلل ولم نسب، بل اعتبرنا أن المسألة مسألة خيارات استراتيجية . يقول السيد الرباح إن «الأحزاب التي هللت»، أي الاتحاد الاشتراكي «وقعت على الاتفاقيات الأولى للمشروع من خلال حكومة ادريس جطو». طبعا، لم يأتنا بجديد، بل هذا ما كتبناه في العمود الذي لم يعجب السيد الوزير. ونزيدك السي الرباح لم توقعه، في شخص فتح الله ولعلو وزير المالية آنذاك، بل كانت من وراء تحقيق فائض الأموال الذي أغرى فرنسا بطرح ثلاثة مشاريع استراتيجية كبرى على المغرب. وهذه حكاية كبرى، اطلع عليها الآن، ومن بعد سنضيف، بعد الندوة الصحافة القادمة.. ( وبمناسبة الندوة الصحافية، لم تكن السيدة عائشة الوالدة تعتقد أن ولدها ذات يوم سيدفع وزير النقل إلى عقد ندوة صحافية للرد على ابنها.. زغردي يا أمي يا أم الثوار ..) كان على الوزير عبد العزيز الرباح أن يذهب في هجومه إلى أبعد مما قال. كان عليه أن يشرب لبن السباع أو حليبهم، ويقول في هجومه كيف كانت الصفقة حول «التي جي ڤي». وكان عليه ألا يخلط بين مقال أو عمود يلزم شخصه وبين موقف حزب، يعبر عن ذلك، كما اعتادت الأحزاب المسؤولة أن تفعل ببيانات وبلاغات ومواقف علنية وواضحة. وايلا كان السي الرباح يعتقد بأنه «يشريها للعبد الضعيف مع من يهمه الأمر فهو مخطيء». فأنا لست في الديوان، ولا في المحيط العالي، بل مجرد مواطن، يحب اللوبيا والبيصر، حتى هو. ويعبر عن رأيه بقناعة كبرى. والسي الرباح «ماخرج» في الاتحاد الاشتراكي ( زوينا هادي ما خرج !!، ربما لن يعتبرها مصطفى الخلفي عربية سليمة ..هاهاها). جريدة الحزب وفي بعض الجرائد الأخرى من اتهامنا بالهرب وبالخلعة يسيء إلي ولا يستحق الرد». طبعا لا يستحق الرد، ولكنه يستحق ندوة صحافية بكاملها. تواضع معنا، واجي كول مع الخوك البيصارة السي عزيز، وحقيقة الأمر هو أن العبد الضعيف لربه، وهذا يوم صيام سني،(الاثنين)، هو أنه كان من الصعب على العبد الضعيف لربه وشعبه ألا يتخيل الخليع هاربا من الاجتماع، وأن يقاوم الإغراء الذي يوجد في الاسم. ولي مع الخليع، قبل أن يصبح السيد الرباح وزيرا للنقل والأشياء أخرى، عمود سابق حول هذه ا الاسم من باب «البسط» وليس من باب الشتم أو القذف حاشا لله (ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا). ولا أعتبر بأن الخليع في حاجة إلى ندوة الرباح للدفاع عن اسمه، كما كان على السيد الوزير الذي حييناه على شجاعته في نشر اللوائح الخاصة بلاكريمات، أن يقول الجرائد الاخرى. أو هي بلاش ياك السي عزيز. أما في الجد، فقد أصبح الرباح يبحث عن معارضة بأي ثمن عندما قال «إن كل الأحزاب السياسية متفقة على هذا المشروع حتى التي وقعت عليه وتعارضه اليوم»، أتحدى السيد الوزير أن يعطينا موقفا واحدا لحزب مسؤول عارض المشروع بعد أن وافق عليه وجمع له من أموال المسلمين النفقة الكاملة. بل ربما لم تسعف السيد الرباح الذاكرة، فقد كان قادة من الاتحاد الاشتراكي، وأذكر خيرات و بوعبيد على سبيل المثال يعارضون المشروع، ونحن في عز الحكومة، أي بعد 13 سنة من المشاركة. فلا بأس من بعض التواضع والعرفان. لا جدوى من «الشريان»، وليست تلك سياسة. وعليك ألا تعمم من أسلوب السيد رئيس الحكومة، كلما سمع رأيا مخالفا بحث عن الموساد والسي أي أي وجيوب المقاومة للإصلاح وبقايا عبد الله بن سلول ويهود خيبر، احشوما عليك. يقول السيد الرباح أنه غادر«طوعا وعلانية» اللقاء الذي كان يجمعه مع معارضي «التي جي ڤي»، بسب مقال تم توزيعه في المكان المخصص للقاء، وهو مركز تابع لوزارته. وأن في المقال ما يوحي بإشارات غير ودية للمسؤولين بما فيه ..اللصوصية. لنقل ما هو الأمر؟ الامر يتعلق بالمقال، صدر في موقع ميديا بار. وهوموقع يعرف نفسه باعتباره يتوجه إلى الذين لا ترضيهم الجرائد الورقية أو الإلكترونية. المقال صدر يوم 14 نونبر، تماما نعم قبل أن يتم انتخاب السيد الوزير نائبا ثم وزيرا.. تماما قبل أن يعرف الرباح هل سيكون وزيرا أم لا، تماما، قبل أن يفكر بنكيران في أن يصبح رئيس حكومة دستور 1 يوليوز 2011 و25 نونبر .. تماما قبل أن يتعرف على الخليع.. وأيام الود مع جطو ( حتى لا يقول إننا لا نعرف). هذا المقال يتحدث عن سياسة فرنسا في ميدان القطارات وحصيلتها في هذا الميدان، حصيلة 30 سنة من التي جي ڤي. العبد الضعيف لربه ولشعبه لم يحتفظ من مقال سوى بذلك الاستشهاد الجميل،( وهي لوثة الشعر ولا شك ) عن جول رونار التي يقول فيه «القطار هو سيارة الفقير، لا ينقصه سوى القدرة أن يتوجه إلى كل مكان». المقال يتحدث عن التي جي ڤي من ميتران الى ساركوزي، قطار يعبر السياسات لكي يقدم نفسه كجوهرة صناعية فرنسية عالية. ويتكلم أيضا عن أول مسار، من باريس إلى ليون، وكيف|«أن الجماعات الترابية تتسابق لكي يمر التي جي ڤي عبر أراضيها». وهنا لا أشعر بأي خجل أو عار، وأنا أقول أتمنى أن تكون طنجة - البيضاء ثم مراكش هي الرديف التاريخي لباريس وليون. المقال يتحدث عن اليعقوبية (ماشي مولاي يعقوب، بارد في الحكومة وسخون في المعارضة طبعا). يتحدث المقال عن الاستعصاء، وعن المفارقة بين «دمقرطة الطائرة» وترف القطار( في فرنسا طبعا). المقال يقارن بين فرنسا وألمانيا، وعن ثمن السرعة الاجتماعي. المقال يتحدث عن التبذير.. في قراءة لخطوط التي جي ڤي في كل من نيم - مونبوليي( وعلى حسب ما علمنا الله سبحانه وتعالى، لم تصبح مونبوليي بعد تابعة للجماعة الحضرية للقنيطرة) ويتحدث عن مسار «بوردو - تولوز»، ( وحسب ما علمنا الله سبحانه لنا، تخضع للتقطيع الترابي للغرب - اشراردة). المقال يتحدث عن السرقة، ثم يسرد مثال الخط الرابط بين جدة ومكة، وكيف أن الصفقة لم تتم. وعندما يتكلم عن المغرب لا يتحدث عنه كموضوع للمقال ولهدفه، بقدر ما يتم ذكره في انتقاد الحكومة الفرنسية وسياستها في التي جي ڤي. إذن ما الذي يعنينا من هذا ؟ يعنينا ما قاله بوليف، الوزير في الحكامة ذات معارضة، عندما أقر أننا «عطينا تي جي ڤي لفرانسا» لجبر خاطرها. إذن لماذا يغضب رفيقه في الحكومة من كسر خاطري وينسى جبر خاطر صاحبه؟ السيد الرباح، ما كان لك أن تقيم ندوة صحافية وتعود إلى ما ليس لك به علم، فقط لكي تملأ الدنيا بالتصريحات. ثم لماذا تختار الجرائد بعينها لكي تحدثنا، كما لو أن بيننا وبينك حجاب. وأعتقد بكل تواضع المؤمنين والمناضلين، أنك لم تكن سوى في حاجة إلى توضيح، أما الخلعة والخليع، فهي بلاغة الحديث المضمر في الاسم. أما المواقف التي نسبتها إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، بناء على عمودي، فهو ليس اختيارا موفقا. وكيف ما كان الحال، فالفرنسيون يقولون للسرعة ثمن، فلا بأس من أن تدفعه.. في شباك المحطات السياسية. «ويلا بغيتي مازال نتعاودو على الرافال والنووي والقطار السريع، بعد كل ما قاله بوليف الذي كان يتحدث عن الموضوع عن الخاطر وجبره والصحراء والحليف الاستراتيجي.. احنا موجودين بلا ندوة وبلا هجوم من قبيل ضربة السيف في الماء».