الحديث ليس عن القطب العمومي، بل حديث عن الإذاعة المدرسية التي تبحث لها عن قيمة مضافة وسط فضاء التربية والتكوين . لعلها آلية من آليات الحد من العنف المدرسي الذي يصاحب حصص التدريس طيلة أيام الأسبوع داخل الفصل وخارجه وسط ساحات المدارس خاصة العمومية منها. إن الاشتغال على برامج تهم الأطفال وسط المؤسسة التربوية وإدارتها من طرفهم، أي المتعلمين أنفسهم، كفيل بالحد من الفوضى والشغب المفضيين إلى حوادث مفزعة وأحيانا كارثية، خاصة في أجساد متعلمي المستوى الأول ابتدائي لصغر أحجام أجسادهم. إن المقابلات الصحفية البسيطة والحوارات ومواد أخرى كركن: هل تعلم، صحة ورياضة، آراء البراعم، صباح الخير يا مدرسة و موسيقى الصغار..... ومواد أخرى من إنتاج التلاميذ خاصة المتفوقين منهم، هي طريق الخلاص والحل لبعض المشاكل التربوية المستعصية وعلى هرمها الهذر المدرسي، الذي تعانيه مختلف المدارس وفي كل المناطق من بلدنا.. وعليه تسعى هذه التجربة إلى خلق جسر للتواصل وبناء علاقة الحب بين المتعلم والمدرسة. تقوم التجربة بكل بساطة وعفوية وسط إحدى المدارس التابعة لنيابة المحمدية وبالتحديد مدرسة سهام 1 بعين حرودة، اعتمادا على وسائل ومعدات جد عادية (جهاز ميساع - أبواق - ميكروفونات - وجهاز دي في دي - وأقراص مدمجة). يتم إعداد مواد الإذاعة المدرسية خارج أوقات عمل الأستاذ المكلف يقدمها رفقة زمرة من التلاميذ خلال (15 دقيقة) وهي المدة الزمنية المخصصة للاستراحة. المثير والمشجع في هذا المشهد الإعلامي و الفني.. هو الاستجابة المطلقة والكلية للمتعلمين والتعامل المنساب مع هذا المعطى الفني الجديد/القديم. ورغم حالات الصخب والضجيج التي خلفتها البدايات الأولى للعمل، حاليا يتم الاشتغال على إعداد برنامج مطور وحديث من حيث المواد وعدد المشاركين والمشاركات لإخراج الإذاعة المدرسية في حلة جديدة خلال المرحلة الرابعة و الأخيرة للتقسيم الزمني الخاص بالسنة الدراسية 2011 - 2012 .