شهدت مباراة الوداد البيضاوي والجيش الملكي التي احتضنها مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، يوم أول أمس السبت، برسم الدورة 25 من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، أحداث شغب وصفت بغير المسبوقة على مستوى خطورتها وعنفها، وكذا على مستوى ما خلفته من إصابات وخسائر. في هذا السياق، أصيب أكثر من ستين رجل أمن والعشرات من أفراد الجمهور إصابات بليغة نقلوا على إثرها لمستشفيات الدارالبيضاء، ما يزال 31 عنصرا أمنيا منهم قيد العلاج, من بينهم ثلاث عمداء للأمن, فيما تم تخريب سيارات الإسعاف الخاصة أو التابعة للمطافئ وسيارات الأمن. كما تم تخريب ممتلكات خاصة وتدمير مقاه ومطاعم في محيط المركب الرياضي . وداخل المركب الرياضي،تم إتلاف كل التجهيزات والحواجز الحديدية والمقاعد، وكسرت الأسوار الإسمنتية والمدرجات التي استعملها المشاغبون الذين شوهدوا وهم يحملون السيوف والسكاكين في الهجوم على رجال الأمن والعسكر ورجال القوات المساعدة. واندلعت الأحداث ما بين شوطي المباراة، إذ شوهد أفراد من الجمهور معظمهم دون سن الرشد، وهم يقتلعون الحواجز الحديدية والكراسي ويرمون بها في وجه رجال الأمن.كما تم تخريب البوابة رقم 10 وانتزاع فاصل حديدي يبلغ طوله 20 مترا ليتم رميه من المدرجات المكشوفة لوسط الملعب وفي جوانبه، لتنطلق المواجهات بين الطرفين مما نتج عنه حدوث إصابات خطيرة في صفوف الطرفين. ولم تسعف التعزيزات الأمنية وحلول أعداد كبيرة من رجال الأمن والقوات المساعدة الذين التحقوا بالمركب الرياضي،في إخماد فتيل المواجهات العنيفة مما اضطر حكم المباراة إلى توقيفها وعدم الإعلان عن استئناف الجولة الثانية منها إلا بعد مرور حوالي 22 دقيقة عن موعد انطلاقة الشوط الثاني. وامتدت أعمال الشغب بعد نهاية المباراة، إذ لم تسلم الأحياء المجاورة للمركب الرياضي من الشغب ومن الهجوم على الممتلكات الخاصة والسيارات، مخلفة أضرارا عديدة في المحلات التجارية من مطاعم ومقاه ومقرات إدارية. وتحدثت مصادر من المركب الرياضي محمد الخامس عن إصابة أزيد من 100 من رجال الأمن والقوات المساعدة، ومثلهم من صفوف الجمهور، فيما استمرت المراقبة الأمنية بالملعب وفي محيطه الخارجي لساعات عديدة بعد نهاية المباراة. كما شهد مقر ولاية الدار البيضاء صباح يوم أمس الأحد، اجتماعا عاجلا حضره كبار مسؤولي الولاية والأمن وإدارة مركب محمد الخامس وفريق الوداد البيضاوي، ووقف الجميع على حجم الخسائر المادية التي فاقت حسب التقديرات الأولوية مليوني درهم. وتأكد اعتقال العشرات من أفراد الجمهور معظمهم من القاصرين. وقال شهود تابعوا الأحداث أن فئة من الجمهور البيضاوي ولجت الملعب في حالة غير طبيعية، ولم يفهم كيف سمح لبعضهم من الذين كانت آثار التخدير والكحول بادية عليهم بولوج الملعب، إذ لم تمض على حلولهم بالمدرجات سوى لحظات قصيرة حتى انطلقوا في أعمال الشغب مما استدعى تدخل رجال الأمن الذين شوهدوا وهم يستعملون العنف في حق الجمهور، ليكون الرد أعنفا والنتائج أخطر وأشد وحسب مصادر مسؤولة, فقد تم توقيف 43 شخص منهم 23 طفل قاصر, كما تم توقيف ثماني أشخاص بمحطة القطار الميناء بعد أن ضبطوا متلبسين بتخريب حافلة عمومية. وأكدت مصادرنا إلى أن البحث الذي قامت به مصالح الأمن أظهر أن الأحداث تمت بفعل فاعل وتم التخطيط لها, مشيرة إلى ورود اسم لأحد أعضاء المكتب السابق لفريق الوداد تم إبعاده من تشكيلة المكتب الحالي. وكانت مصالح الأمن قد جندت 1800 عنصر أمني لتأمين المباراة التي حضرها 10 آلاف مشجع وألف مناصر من الفريق الزائر الجيش الملكي, وخلال عملية التمشيط التي سبقت المباراة, تم توقيف 110 طفل قاصر حاولوا ولوج الملعب بطرق فير شرعية.. يشار إلى أن الموسم الرياضي الحالي شهد العديد من أحداث الشغب في مختلف الملاعب الرياضية، خاصة في ملاعب كرة القدم، مما يفرض على الأجهزة المسؤولة خاصة جامعة كرة القدم الالتفات للموضوع عبر تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية، وعقد ندوات لدراسة ظاهرة الشغب يحضرها علماء الاجتماع والنفس، بدل الاكتفاء بإنزال العقوبات على الأندية.