ووري يوم أمس الجمعة، جثمان أحمد بن بلة، أول رئيس للجزائر المستقلة، الثرى بمقبرة العالية بعد صلاة الجمعة. وحضر تشييع جنازة الراحل الكبير أحمد بن بلة، المجاهد عبد الرحمان اليوسفي الذي كان صديقاً كبيراً للراحل، وكذلك عبد الإله بنكيران الذي جاء ممثلا لجلالة الملك محمد السادس، حيث كان مرفوقاً بوفد هام. رحيل أول رئيس للجزائر المستقلة، جعل العديد من المسؤولين الكبار يحجون إلى الجزائر للمشاركة في تشييع هذا الرجل الوطني المغاربي الكبير، والترحم عليه، من بين هذه الأسماء: الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي، وكذلك رئيس مجلس الأمة عبد القادر بنصالح ووزير الخارجية التونسي. كما حضر الوزير الأول الموريتاني مراسيم تشييع جثمان أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة إلى مثواه الأخير بمربع الشهداء بمقبرة العالية. وتعتبر وفاة بن بلة خسارة للعالمين العربي والاسلامي، بالنظر إلى دوره التاريخي في الحركات التحررية وفي وحدة المغرب العربي والعالم العربي. وكان جلالة الملك محمد السادس قد بعث برقية تعزية إلى الرئيس الجزائري، إذ أعرب محمد السادس بهذه المناسبة الأليمة للرئيس بوتفليقة وللشعب الجزائري الشقيق باسم المغرب ملكاً وشعباً، عن أحر التعازي وأصدق المواساة في فقدان الجزائر الشقيقة لأحد قادتها التاريخيين ورجالاتها الأفذاذ، الذين قادوا معركة تحريرها من براثن الاستعمار. وذكر الملك بأن الفقيد من المناضلين الأبرار مع رفاقه الأخيار، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأبلوا البلاء الحسن، وقدموا التضحيات الجسام من أجل حريتها واستقلالها واسترجاع سيادتها.