بعد جمود دام عدة أشهر على مستوى الأنشطة السياسية والثقافية، برزت جمعية هبة للتنمية لتحطم جدار الركود الذي عرفته مدينة العيون، بتنظيمها لنشاط سياسي وترفيهي على مدى يومين بدار الثقافة أم السعد، وفي غياب أي دعم مادي ومعنوي من الجهات المسؤولة استطاعت بإمكانياتها المحدودة والمتواضعة، تنظيم المناظرة الوطنية الدولية الأولى حول مشاركة المرأة في العمل السياسي تحت شعار « أية مشاركة سياسية للمرأة الصحراوية في ظل الإصلاحات الدستورية بالمغرب »، انطلاقا من قناعة الجمعية بما يكتسيه هذا الموضوع من أولوية قصوى في القضايا التي تهم مستقبل المرأة المغربية بشكل عام ، ومساهمة في النقاش الوطني الدائر حول مقاربة النوع من أجل الانخراط في جهود النهوض بواقع المجتمع المغربي، وتأكيدا لارتباط النساء بالمناطق الصحراوية بجميع المجالات التي تهم المرأة وقضاياها، وإيمانا منها أيضا بالمسؤولية الملقاة على عاتقها ، خاصة بعد الحراك السياسي الذي أعقب الخطاب الملكي ليوم 9 مارس من السنة الماضية، والذي أقر الإصلاحات الدستورية والجهوية المتقدمة، ومن خلال نتائج الانتخابات التشريعية التي شهدتها بلادنا مؤخرا، إذ أصبح من المفروض على كل القوى دعم هذا الورش الوطني الهام، كل من موقعه ، وفي هذا السياق فقد شاركت عدة وفود ممثلة لمجموع من الجمعيات تحمل نفس الأفكار والتوجه من بعض المدن المغربية، ومن بلجيكا، فلسطين والبرتغال ، حيث تخللت البرنامج ندوتان بثلاثة مداخلات لكل منهما ثم المناقشة التي تناولت مجموعة من تجارب المشاركين في تدبير الشأن المحلي في مناطقهم ، وكذا التمثيلية الضعيفة للنساء في الحكومة الحالية ، رغم أهميتها واعتبارها عنصرا مهما ولبنة أساسية لبناء مجتمع قوي وديمقراطي مبني على علاقات إنسانية إيجابية، وحيث أن المرأة تعتبر نصف المجتمع ورافعة للتنمية البشرية الاجتماعية والاقتصادية، مما أدى إلى المطالبة بالمزيد من المكتسبات بالنسبة لتمثيلية النساء ومشاركتهن في تحمل المسؤولية في الحكومة وقيادة الهيئات والمؤسسات السياسية والمنتخبة، خاصة وأن كل الأقاليم المغربية تزخر بفعاليات واطر نسوية تتمتع بكفاءات عالية في مستوى تحديات المرحلة لكن الاقصاء الذي طالهن يحتاج الى المراجعة والى العديد من المجهودات والمساواة من حيث التمثيلية في الهيئات والتكوين والتأهيل والإشعاع والدعم المعنوي للمشاركة في كل مجالات التدبير والتسيير. وقد خلصت المناظرة الى الخروج بمجموعة من التوصيات الهامة تدعو الى الاهتمام بوضعية المرأة ذات الاحتياجات الخاصة والنساء اللواتي يوجدن في وضعية هشة ، والدعوة إلى تفعيل الآليات القانونية وتهيئ الظروف الملائمة لمكافحة التحرش الجنسي ضد المرأة العمل على مكافحة التمييز ضد خريجات معاهد التكوين البحري بالأقاليم الصحراوية وتمكينهن من حقهن في الشغل دون قيد أو شرط الرفع من مستوى الدعم المخصص للمجتمع المدني المعني بالدفاع عن حقوق المرأة ومكافحة كل أشكال التمييز ضدها تحسين صورة المرأة إعلاميا ، سواء على المستوى الجهوي أو الوطني تأسيس مرصد جهوي للنساء الصحراويات يعنى بواقع المرأة الصحراوية بجميع الميادين والنهوض بها كمكون أساسي في المجتمع إحداث شبكة جمعوية للتنمية التشاركية تضم النسيج الجمعوي بالأقاليم الصحراوية الدعوة إلى مناظرة حول أوضاع المرأة الدعوة إلى رفض الكوطا باعتبارها تتناقض مع قيم المساواة ضرورة التأكيد على حضور ممثلي قطاعات الدولة في الملتقيات التي تخص المرأة و خلق بوابة الكترونية خاصة بالمرأة الصحراوية. وقد اختتمت المناظرة بتوزيع ألبسة تمثل الزي الصحراوي على ضيوف المدينة و بسهرة فنية كبرى نشطتها المجموعة الغنائية للموسيقى العصرية وكذا الفرقة الموسيقية الخاصة بإحياء التراث الحساني .