تتواصل نهاية الأسبوع الجاري منافسات بطولة القسم الوطني الثاني لكرة القدم، بإجراء الدورة الثالثة والعشرين، التي تحبل بالعديد من اللقاءات الهامة إن على مستوى صدارة الترتيب أو أسفله، على اعتبار أن نقط الفوز تشكل مطمح جميع الأندية، سواء منها المستقبلة أو الزائرة. فعلى مستوى صدارة الترتيب، يبدو أن الوضعية المتقاربة والتي توجد عليها فرق اتحاد المحمدية (المتصدر ب 36 نقطة) والكوكبة المطاردة له المتكونة من النهضة البركانية (35 نقطة) والكوكب المراكشي والاتحاد البيضاوي (34 نقطة) ورجاء بني ملال (33 نقطة)، ستجعلها تدخل غمار هذه الدورة بنية الفوز الكفيل وحده بإبقاء الوضع على الأقل على ما هو عليه. ففريق اتحاد المحمدية، الذي يمر في الدورات الثلاث الأخيرة بفترة فراغ على مستوى النتائج، حيث حقق نقطتين من أصل تسعة ممكنة، كانت كفيلة بجعله في وضعية مريحة (تعادل وهزيمتان متتاليتان)، سيكون مطالبا بوقف مسلسل إهدار النقاط، إن هو أراد الاستمرار في مركز القيادة، عندما يصطدم في مباراة قمة المتناقضات بالرغبة الكبيرة لمضيفه شباب هوارة، الذي يعاني في المركز ما قبل الأخير ب 22 نقطة، والتواق لعدم إضاعة فرصة الاستقبال بالميدان لتحقيق انتصار هو في أمس الحاجة إليه، وقد يفتح أمامه آمال الانعتاق من المنطقة المؤدية إلى قسم الهواة. أما فريق النهضة البركانية، صاحب المركز الثاني، فسيعمل كل ما في وسعه للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور وانتزاع ثلاث نقاط الفوز يعزز من خلالها مركزه في سبورة الترتيب، بيد أن المهمة لن تكون سهلة أمام ضيفه يوسفية برشيد، الذي يبقى على الرغم من احتلاله للمركز الثاني عشر ب 25 نقطة مشاكسا وقادرا على العودة على الأقل بنقطة التعادل. ومن جانبه، سيكون ملعب الحارثي مسرحا لقمة الدورة بدون منازع بين الكوكب المراكشي والاتحاد البيضاوي، اللذين سيدخلان هذه المواجهة المفتوحة على جميع الاحتمالات بنية الفوز، وتمكين المنتصر منهما من ضرب عصفورين بحجر واحد، تشديد الخناق على اتحاد المحمدية أو انتزاع الريادة منه، في حال تعثره وإزاحة أحد أقوى المنافسين على بطاقتي الصعود. وأي نتيجة غير الفوز ستلقي بظلالها على مستقبله (اتحاد المحمدية) في الصدارة، باعتبار أن مطارديه يتحينون الفرصة لانتزاع الريادة من بينهم رجاء بني ملال (الخامس ب 33 نقطة)، الذي يسير في خط تصاعدي، والذي قد تكبر أطماعه ويسعى إلى قلب الموازين عندما يحل ضيفا بالرباط على فريق سطاد المغربي، صاحب المصباح الأحمر وأحد الأندية المهددة بالنزول إلى القسم الموالي.