خطا برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني خطوة هامة نحو بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد أن أجبر الأول مضيفه ميلان الإيطالي على الاكتفاء بالتعادل السلبي، فيما عاد الثاني من ملعب مرسيليا الفرنسي بفوز ثمين جدا (2 - 0) يوم الأربعاء، في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ففي المواجهة الأولى، التي احتضنها ملعب سان سيرو، لم يستفد ميلان، بطل المسابقة سبع مرات، من عاملي الأرض والجمهور لكي يحسم الفصل الأول من مواجهته الثالثة في نسخة هذا الموسم مع برشلونة، بعد أن التقاه في دور المجموعات، حيث تعادل معه في «كامب نو» (2 - 2)، قبل أن يخسر أمامه في ميلانو (2 - 3). وأصبحت الطريق ممهدة نسبيا أمام برشلونة، الذي يستضيف الإياب في الثالث من الشهر المقبل لبلوغ نصف النهائي للمرة الخامسة على التوالي، وبالتالي معادلة الإنجاز القياسي المسجل باسم غريمه ريال مدريد بين 1956 و1960، لأنه بحاجة الآن إلى الفوز بفارق هدف واحد لكي يواصل حملة الدفاع عن لقبه. وفي المقابل، أصبحت مهمة ميلان الذي يخوض غمار الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2006 -2007، حين واصل مشواره حتى فوزه باللقب للمرة السابعة في تاريخه، والذي نجح على الأقل في المحافظة على سجله المميز بين جماهيره، إذ لم يسبق له أن سقط في معقله خلال المباريات الثماني التي خاضها حتى الآن في هذا الدور من المسابقة الأوروبية على أرضه. وبدأ ميلان اللقاء بإشراك البرازيلي روبينيو أساسيا بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن الملاعب لأسبوعين، والأمر ذاته ينطبق على الغاني كيفن برينس بواتنغ، فيما غاب المدافعان البرازيلي تياغو سيلفا وإينيازيو أباتي للإصابة ولاعب الوسط الهولندي مارك فان بومل، الفائز مع برشلونة بلقب المسابقة عام 2006 للإيقاف. وفي الجهة المقابلة، خاض برشلونة اللقاء بتشكيلة مكتملة باستثناء غياب الظهير البرازيلي أدريانو للإصابة، وقد فضل غوارديولا إبقاء شيسك فابريغاس على مقاعد الاحتياط، فيما لعب التشيلي أليكسيس سانشيز أساسيا، كما حال المالي سيدو كيتا الذي لعب إلى جانب تشافي وإنييستا وسيرجيو بوسكتس في وسط الملعب، في حين شغل الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مركز قلب الدفاع إلى جانب جيرار بيكيه. وفي المواجهة الثانية، التي احتضنها ملعب فيلوردوم، ارتقى بايرن ميونيخ إلى مستوى التوقعات وعاد من معقل مرسيليا بفوز ثمين، سيخوله خوض لقاء الإياب على ملعبه «أليانز ارينا» بأعصاب هادئة، موجها ضربة قاسية أخرى للفريق الفرنسي، الذي يخوض غمار هذا الدور للمرة الأولى منذ تتويجه بالنسخة الأولى لدوري الأبطال عام 1993 على حساب ميلان، لأنه لم يذق طعم الفوز في مبارياته التسع الأخيرة في جميع المسابقات. وكانت المباراة مميزة لنجم بايرن الفرنسي فرانك ريبيري، الذي سجل عودة ناجحة إلى «استاد فيلودروم» الذي تركه عام 2007، حيث أصبحت الطريق ممهدة أمام فريقه البافاري لبلوغ دور الأربعة. ويبدو أن عقدة مدرب مرسيليا ديدييه ديشان مع بارين متواصلة، لأن مباراته الأوروبية الأخيرة له قبل الاعتزال كانت أمام النادي البافاري في نهائي نسخة 2001، حين فاز الأخير على فالنسيا الإسباني بركلات الترجيح (5 - 4) بعد تعادلهما (1 - 1) في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب سان سيرو في ميلانو. ولن يتمكن ديشان على الأرجح من تحقيق ثأره من نظيره يوب هاينكيس، الذي حرم نجم وسط المنتخب الفرنسي سابقا من الفوز بلقب المسابقة عام 1998، حين قاد ريال مدريد الإسباني للفوز على يوفنتوس الإيطالي (1 - صفر) في أمستردام، علما بأنه خرج أيضا خاسرا من ميونيخ حين تغلب الفريق الألماني الآخر بوروسيا دورتموند على يوفنتوس (3 - 1) في نهائي 1997.