تمكنت الفرقة الجنحية التابعة للشرطة القضائية لأمن عين الشق من القبض على شخص كان ينتحل شخصية الحارس الخاص لإحدى الأميرات و ينصب على العديد من المواطنات و المواطنين بعد أن وضعت له كمينا محكما تحت إشراف قائدها العميد الممتاز. فبعد وضع العديد من الشكايات من قبل الضحايا (من بينهم تجار حرفيون مهنيون، ثم نساء) آخرها شكاية من مواطنة سلبها مبلغ 34 مليون سنتيم بعد أن وعدها بالزواج و لعب بأحلامها، أوهمها أنه لابد من اقتناء شقة لحياتهما الزوجية فبادرت بتسليمه المبلغ بعد أن أتقن تمثيل دور المحب المتعلق بها و دور زوج المستقبل الذي تجتمع فيه مواصفات الزوج الصالح، أمر وكيل الملك بتكثيف البحث والقبض على المشتبه فيه. رئيس الفرقة الجنائية، وبعد أن توصل بهاتف المشتبه فيه من الضحية التي تم النصب عليها ، اتصل به طالبا منه لقاء لتناول وجبة الغداء، فلم يمانع، اتفق معه على الالتقاء بشارع الخليل حيث توجد عدة مطاعم، وحدد المكان في مقهى توجد بملتقى شارع الخليل وتمارة، وماهي الا مدة قصيرة حتى وصل المشتبه فيه: شخص ذو بنية جسمانية قوية، وسيم، يرتدي بذلة زرقاء، يوحي بالاحترام والتقدير، كان يمتطي سيارة فارهة من نوع مرسيديس آخر طراز، مرقمة بالرباط زجاجتها الامامية لا يوجد بها أي ملصق خاص بتأدية واجب الضريبة على السيارات، وهو ما يعطي إشارة بأن صاحب السيارة «من المسؤولين الكبار ومن العيار الثقيل»، يحمل دائما معه جهاز راديو كالذي تستخدمه العناصر الامنية، وذلك لإيهام ضحاياه وجعلهم يسقطون في حبال النصب و الاحتيال. دخل المقهى وعانق العميد بالحضن وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد، حتى لا ينتبه زبناء المقهى إلى أي شئ غير عادٍ، وبعد مرور ما يقارب 20دقيقة، وقفت أمام المقهى سيارة للشرطة من الحجم الكبير، نزل منها رجلا أمن، قصدا «الطاولة» التي يجلس بالقرب منها المشتبه فيه، وطلبا منه مصاحبتهما، وهو ما امتثل له دون مقاومة! لتبقى السيارة الفخمة متوقفة في الشارع المواجه لتلك المقهى حيث جهاز الراديو يوجد بالقرب من مقعد السائق، مما يوهم الجميع أن هذه السيارة لأحد المسؤولين الامنيين الكبار! بعض المصادر الأمنية أكدت أن الضحية التي تقدمت بشكايتها لوكيل الملك، لم تكن هي الاولى أو الاخيرة، فقد شوهد عدة مرات صحبة نساء أخريات وقعن في شباك نصبه عن طريق الوعد بالزواج، حيث كان كلما انتهى من سيناريو محبوك انطلى على ضحية ما وأخذ الغنيمة، يلجا الى أخرى لتلقى نفس المصير. نقل المشتبه فيه الى مركز الامن بالنسيم، حيث يوجد مقر الشرطة القضائية لأمن عين الشق، لاستكمال البحث والتدقيق في المنسوب اليه، ليتم تقديمه أمام وكيل الملك، ومتابعته من قبل العدالة بعد ثبوت التهم الموجهة إليه.