دعت تنسيقية النقابات المحلية بإيموزار كندر كافة العاملين بقطاعات الوظيفة العمومية وكذا جماعتي إيموزار وعين الشفا إلى خوض إضراب عام يومي الخميس والجمعة 29 و 30 مارس الجاري متبوعا بوقفة احتجاجية أمام مقر عمالة إقليم صفر، وذلك احتجاجا على الحيف الذي طال المنطقة على إثر المرسوم الصادر بالجريدة الرسمية تحت عدد 5951 بتاريخ 13 يونيو 2011 والذي صنف بموجبه المناطق المستفيدة من التعويض عن الإقامة دون أن يدرج إيموزار كندر وجارتها أيت السبع التابعتين إداريا لإقليمصفرو، ضمن المناطق الصعبة رغم قربهما من إفران وضاية عوا ( تبعد عن إيموزار كندر ب8 كلم) اللتين شملهما قرار التصنيف والترتيب ضمن منطقة «أ» . ورغم تأكيده على دستورية الإضراب، فقد حاول باشا المدينة في اجتماع عقده بمقر بلدية إيموزار نهاية الأسبوع الأخير جمع كلا من النقابات التعليمية(دون التنسيقية) وجمعيات الآباء وأولياء التلاميذ، تهدئة الأوضاع وامتصاص غضب مختلف الأطراف بدعوى حساسية قطاع التعليم واحتجاجات التلاميذ والآباء وباعتبار أن الملف أحيل على الجهات المسؤولة وهو الآن قيد الدراسة من لدن المصالح المركزية،إلا أن الطرف النقابي كان واضحا وحازما حين تشبث بمشروعية الإضراب وعدم المساس بالقرار الذي اتخذته التنسيقية التي تضم أزيد من ثمانية قطاعات نقابية. دعوة التنسيقية إلى الإضراب العام بعد تنفيذها لسلسلة من الخطوات الاحتجاجية جاءت كرد فعل على قرار المرسوم المذكور الذي قفز على إيموزار كندر وعين الشفا رغم قساوة الظروف المناخية بهما وخلف استياء وجرحا عميقين في صفوف الشغيلة المنتمية لمختلف قطاعات الوظيفة العمومية ما دفع التنسيقية إلى تسطير برنامج نضالي تصعيدي للمطالبة بمراجعة تصنيف كل من جماعة إيموزار كندر وجماعة آيت السبع الجروف وترتيبهما ضمن المنطقة «أ» بدلا من المنطقة «ج» وبأثر رجعي منذ صدور المرسوم رقم 2.11.206 الصادر بتاريخ 20 ماي 2011 والمنشور بالجريدة الرسمية رقم 5951 بتاريخ 13 يونيو 2011 إسوة بالمناطق المجاورة لهما ( إفران وضاية عوا) مع إحداث تعويض قار عن التدفئة لفائدة موظفي القطاع العمومي بالجماعتين المذكورتين. إلى ذلك، وجهت تنسيقية النقابات المحلية لإيموزار كندر، موازاة مع نضالاتها الميدانية، مراسلات إلى كل من رئيس الحكومة ووزير تحديث القطاعات (وزارة الحكامة) ورئيس مجلس النواب والسلطات المحلية والإقليمية، في شأن ملفها المطلبي. وبعد أن وقفت على التعامل غير الجاد للمسؤولين عن هذا الملف وفي ظل حالة الاحتقان والتذمر التي تسود بين كافة العاملين بالقطاع العمومي ، فقد لجأت التنسيقية إلى خيار التصعيد بدءا من الوقفات والإضرابات عن العمل مرورا بتنظيم مسيرات احتجاجية تقول مصادر نقابية إلى إصدار مواقف نضالية سيعلن عنها لاحقا. الجدير بالإشارة إلى أن منطقة إيموزار كندر يصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى 1400 متر يعيش أهاليها أوضاعا صعبة بفعل قساوة المناخ والطقس البارد حيث تنخفض درجة الحرارة أحيانا إلى حوالي عشر درجات تحت الصفر يضطر معها السكان إلى الدخول في مسلسل مراطوني بحثا عن حطب التدفئة الذي يعد المادة الأساسية قبل التغذية ، وهي المادة التي تعرف الكثير من المضاربات دون حسيب ولا رقيب، ناهيك عن عمليات السطو والنهب التي يتعرض لها الشريط الغابوي الذي ينذر بوقوع كارثة بيئية في حال استمرار بعض المجموعات في اجتثاث الأشجار التي تشكل المتنفس لدى ساكنة المنطقة.من جانب آخر تعيش المؤسسات التعليمية بإيموزار كندر خاصة ثانوية محمد السادس التأهيلية أوضاعا جد صعبة بسبب غياب وسائل التدفئة، الأمر الذي يؤثر في المردودية وفي العملية التعليمية التعلمية حيث الأستاذ والتلميذ يشتغلان معا في ظل ظروف مزرية تفتقد للحد الأدنى من الشروط التربوية. هذا، ورغم صعوبة هذه الأوضاع، فإن المرسوم المذكور لم ينصف المنطقة في عملية التصنيف في الوقت الذي استفادت فيه بعض المناطق بالمغرب التي تعد أقل ضررا وتم إدراجها ضمن منطقة «أ» وسط تساؤلات عدد من المتتبعين حول المعايير التي اعتمدها المرسوم في عملية التصنيف؟