احتفت مجلة نيوزويك الأمريكية ب 150 سيدة من مختلف مناطق العالم وصفتهن بأكثر النساء شجاعة خلال السنة الماضية. ولقد كان حضور النساء العربيات والمسلمات بارزا سيما وأن نسمات الربيع العربي التي هبت على المنطقة أزهرت وردات فاح عطرها في سماء شعوب تواقة للحرية والديمقراطية. د. هوى عبدي (الصومال): درست الطب في أكرانيا قبل العودة إلى بلدها، حيث أصبحت واحدة من أوائل المتخصصات في طب النساء في الصومال. تخرجت بعد ذلك من معهد الدراسات القانونية التابع للجامعة الوطنية بالصومال وافتتحت مصحة من غرفة واحدة، قبل أن يتحول إلى مستشفى يحمل اسمها. وهو المستشفى الذي يوفر في الوقت الراهن المأوى والعلاج والطعام لحوالي 100 ألف من ساكنة بلدها، كيفما كانت انتماءاتهم العرقية. زينب الخواجة (البحرين): أصبحت زينب أكثر المدونات البحرينيات وفرة في الإنتاج، وعبرت عن غضبها لعدة أسباب. وفي شهر دجنبر، من السنة الماضية، تم اعتقالها خلال مظاهرة مناوئة للحكومة، ونالت شهرة واسعة عندما تم تداول صورها على نطاق واسع عبر شبكة الإنترنت وهي مسجاة على الأرض قبل أن يتم سحبها. يعتبر والدها أحد أكبر المعارضين في البحرين إلى جانب زوجها وثلاثة من أقاربها. تم سجنها فترة قصيرة بعد بداية الربيع العربي في البحرين شهر فبراير من السنة الماضية. غير أن اعتقالها هي وأفراد أسرتها لم يثن هذه المدونة عن مواصلة مشوارها وهي تقسم على الاستمرار في الاحتجاج ونقل كل ما يحدث عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى أن تسود الديمقراطية في البلد. طلال الملوحي (سوريا): مثلث شهر فبراير الماضي طلال الملوحي، التلميذة بمرحلة الثانوي، أمام المحكمة مكبلة اليدين ومعصوبة العينين، قبل أن يصدر القاضي في حقها حكما بالسجن خمس سنوات، بعد اتهامها بالتجسس لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكانت الملوحي قد اعتقلت دون أن توجه لها أية تهمة ودون أن تستفيد من تمثيل قانون لما أوردته في مدونتها، حيث نشرت خواطر وقصيدة حول لعب دور في بناء مستقبل سوريا. وبعد اعتقالها، وصفتها منظمة العفو الدولية بأصغر معتقلة رأي في العالم وطالبت بالإفراج عنها. سهام بن سدرين (تونس): قضت الصحافية التونسية سهام بن سدرين 20 عاما وهي تناضل من أجل الكشف عن خروقات حقوق الإنسان في ظل النظام القمعي للرئيس زين العابدين بن علي مخاطرة بنفسها وبأسرتها. وفي متم سنوات التسعينات من القرن الماضي، أسست موقعا إلكترونيا مستقلا وأسست منظمتين: إحداهما ترصد ظروف حقوق الإنسان والأخرى تشجع على حرية التعبير. ورغم تعرضها للاعتداء في العديد من المرات وللسجن مدة شهرين سنة 2001، إلا أن بن سدرين لم تتراجع عن مساعيها لنشر الوعي في المجتمع التونسي. واضطرت سنة 2009 لمغادرة البلد بعد أن أصبحت حياتها في خطر، لتعود من جديد بعد رحيل بن علي. إيمان العبيدي (ليبيا): تصدرت إيمان العبيدي، طالبة القانون، عناوين الصحف العالمية العام الماضي عندما اقتحمت فندق ريكسوس في العاصمة طرابلس وكشفت للصحافة العالمية أن قوات القذافي اعتدت عليها وأن عصابة منهم اغتصبتها. ولقد وصفتها صحيفة «الواشنطن بوست» بأنه «رمز التحدي» ضد نظام القذافي. وفي المقابل وصفتها النظام الليبي حينها ب «السكيرة، البائعة الهوى، السارقة والمختلة عقليا.» وبعد أن تمكنت من الهرب في اتجاه تونس، ثم إلى قطر في ما بعد، منحتها الولاياتالمتحدة شهر يونيو من العام الماضي اللجوء السياسي على أراضيها. نادية السقاف (اليمن): «كرئيسة تحرير صحيفة «اليمن تايمز»، وضعت نادية السقاف نصب عينيها تحدي الصورة المرسومة عن المرأة اليمنية، ورفعت الحواجز التي تعيق دورها في المجتمع اليمني. ومنذ توليها مهمة قيادة الصحيفة اليمنية المستقلة الناطقة باللغة الإنجليزية سنة 2005، ناضلت السقاف من أجل المساواة بين الجنسين حتى داخل صحيفتها. واعتبرت نفسها جسرا يعمل على مساعدة النساء اليمنيات الانعتاق من دورهن التقليدي في المجتمع وإظهار كفاءاتهن للعالم. وفي العام الماضي، خصصت السقاف الصحيفة لتغطية الثورة في بلدها. منال الشريف (السعودية): تم توقيف منال الشريف العام الماضي وحبسها لمدة تسعة أيام بسبب سياقتها للسيارة. غير أن منال لم تجعل تلك العقوبة الحبسية تقف عائقا أمام مساعيها، بل أصبحت صورتها رمزا للحملة التي نظمتها مجموعة من النساء السعوديات في البلد من أجل الحصول على الحق في قيادة السيارات، وأعلنت مؤخرا أنها تتابع شرطة المرور قضائيا من أجل الحصول على رخصة القيادة. وداد الدمرداش (مصر): مما لا شك فيه أن موقعي تويتر وفيسبوك ليسا هما فقط من وقفا وراء الثورة المصرية. فالفضل أيضا يعود لعاملة في أحد المصانع بالمحلة وداد الدمرداش (44 سنة)، التي خاضت سنة 2006 إضرابا امتد لثلاثة أيام. وبعد سنتين من ذلك اليوم، سيؤدي الاحتجاج الذي نظمته بلدتها الصغيرة إلى توقيف العمل على الصعيد الوطني، وفي سنة 2011 ستدعو مجموعتها على موقع الفيسبوك إلى الخروج إلى ميدان التحرير في قلب القاهرة. ولاتزال وداد تناضل لحد الآن من أجل تحسين ظروف التشغيل في بلدتها. نجوى فيتوري (ليبيا): في الوقت الذي كانت فيه بعض النساء الجريئات يقمن بتهريب الذخيرة للثوار الليبيين، كانت الدكتورة نجوى فيتوري، المتخصصة في طب الأطفال، تقوم بتهريب الأدوية إلى المستشفيات الليبية لعلاج المصابين. وبعض سقوط نظام العقيد القذافي، أصبحت فيتوري عضوا بمجموعة «نساء من أجل ليبيا»، بهدف العمل على النهوض بالمرأة في مجتمع محافظ يتميز بالهيمنة الذكورية. سميرة إبراهيم (مصر): عندما قضت المحكمة العليا في مصر بعدم شرعية قيام قوات الجيش بإجراء اختبار العذرية، سترتفع أصوات كل نساء مصر شكرا لسميرة إبراهيم. فهذه الشابة (25 سنة)، التي تشتغل مديرة للتسويق، اعتقلت بتاريخ 9 مارس 2011، خلال أحد التجمعات، وظلت في الحجز لمدة أربعة أيام. وقالت إنها تعرضت خلال تلك الفترة للضرب المتكرر والصعب بالكهرباء من طرف الجنود. وصرحت بأنهم كانوا يصرخون في وجهها وأجبروها على التعري أمام شخص يرتدي زيا عسكريا. تمت متابعتها قضائيا لأنها قالت: «لن أتخلى عن حقوقي كامرأة وكإنسانة». منى الطحاوي (مصر): أصبحت منى الطحاوي من الشخصيات الشهيرة في الثورة المصرية عندما رفضت الصمت تحت التهديدات. وقامت الطحاوي، الحاصلة على جوائز ككاتبة رأي تغطي القضايا المتعلقة بالعالم العربي والإسلامي، بنقل ما يحدث في مظاهرات القاهرة وهي واقفة في الصفوف الأولى للمواجهات مع قوات الأمن، وتم اعتقالها وضربها والتحرش بها جنسيا من طرف قوات الأمن. وتمكن من الخروج من تلك الأزمة مكسورة الذراعين، لكن بعزيمة أقوى على كشف ما يجري ومناهضة القمع. وجاء في أول تحديث نشرته على حسابها في «توتير» بعد الإفراج عنها: «كنت طيلة لوقت أفكر في المقال الذي سأكتب.» وتسعى الطحاوي حاليا لرفع دعوى قضائية ضد معتقليها ومواصلة الدعم للربيع العربي. شكري إسماعيل (الصومال): وقفت شكري إسماعيل مشدوهة أمام مشهد لطفل لا يتجاوز التاسعة من العمر كان في نقطة تفتيش ويحمل معه سلاحا يتجاوزه في الطول، مما دفعها لتأسيس منظمة غير حكومية تهتم برعاية الأطفال في بلدها. وسرعان ما اتسعت رقعة انتشار المنظمة في كل مناطق البلد الذي مزقته الحرب، حيث تعمل المنظمة على تقديم الرعاية الطبية، والتعليم وخلق برامج مدرة للدخل إلى جانب حماية البيئة. حصلت على مجموعة من الجوائز نظرا لمجهوداتها الكبيرة من أجل إرساء الديمقراطية والتنمية في بلدها، كان آخرها التكريم الذي لقيته من طرف كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون شهر دجنبر من السنة الماضية. توكل كرمان (اليمن): هي واحدة من الشخصيات الثلاث التي اقتسمت جائزة نوبل للسلام في نسختها لسنة 2011، حيث أصبحت معروفة في اليمن بلقب «أم الثورة». ولقد ساهمت هذه الشابة الصحافية (33 سنة) والأم لثلاثة أبناء، في إشعال الانتفاضة الشعبية في اليمن المطالبة بالديمقراطية منذ يناير من السنة الماضية في اليوم الذي أصبح معروفا ب «يوم الغضب» في العاصمة صنعاء. ورغم تعرضها للاعتقال وتهديد أفراد أسرتها بالقتل، إلا أنها لم تتوقف عن دعم جماهير شعبها التي احتلت «ساحة التغيير» وطالبت الرئيس علي عبد الله صالح بالتنحي عن الحكم. ولدى عودتها إلى اليوم بعد تسلمها لجائزة نوبل للسلام، أقسمت كرمان على الاستمرار في ممارسة الضغوط إلى أن تتم محاكمة علي عبد الله صالح وكل المتورطين معه. سارة مازيق (ليبيا): تخلت سارة عن وظيفتها في مجال الاستثمارات البنكية في دبي، وعادت إلى بلدها للعمل على الإطاحة بنظام معمر القذافي، حيث أسست منظمة لمساعدة الليبيين من خلال تزويدهم بالمساعدات الطبية ولوازم الاتصال التي كان الثوار الليبيون في حاجة إليها. وشاركت أيضا في تأسيس المنظمة الليبية للمجتمع المدني. وتعمل سارة في الوقت الراهن على جمع التمويل اللازم لافتتاح مراكز نسائية في مختلف مناطق ليبيا. وتحاول من خلال منظمتها تقديم الدعم للحكومة المؤقتة في مجال الشفافية ومحاربة الفساد السياسي والمالي. لينا بن مهني (تونس): في ظل المنع الذي طال الإعلام الدولي في تونس والتضييق الذي تعرض له الإعلام المحلي، ظهرت لينا بن مهني لتفتح مدونتها «فتاة تونسية» لإسماع صوت الانتفاضة التونسية للعالم. وظلت لينا ترسل قصاصاته الإخبارية من منطقتي الركييب وقصرين اللتين عاشتا مجازر شنيعة لتخبر العالم بمدى خطورة الأوضاع في بلدها. و الأصعب ، هو الشجاعة التي تحلت بها لينا عندما اختارت ألا توقع باسم مستعار رغم أن زين العابدين بن علي لا يزال في الحكم، ما يعني تعرض حياتها للخطر وموقعها الإلكتروني للرقابة. أسماء محفوظ (مصر): في 18 يناير 2011، نشرت أسماء محفوظ (26 سنة) شريط فيديو على موقع يوتيوب وعلى حسابها في الفيسبوك قالت فيه: «على كل من يقول إنه لا ينبغي أن تنزل النساء إلى المظاهرات لأنهن سيتعرضن للتعنيف أن يتحلى ببعض الشرف والرجولة ويزل معي يوم 25 يناير.» .وانتشر الشريط بسرعة وتداولته مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وهاهي اليوم تحمل لقب «زعيمة الثورة» في أوساط الكثير من المصريين. ولقد حازت منذ ذلك الحين العديد من الجوائز اعترافا بفضلها في قيام «ثورة الشباب» في منطقة الشرق الأوسط. حياة سندي (السعودية): بعد أن أتمت دراستها الثانوية في السعودية، أخبرت حياة سندي والدها بأنها حظيت بالقبول لدى إحدى الجامعات البريطانية، وتريد الالتحاق بها لاستكمال تعليمها. لكن الأب رفض مدعيا أن عيشها لوحدها في بلد أجنبي سيجلب العار لعائلتها. وبعد إلحاح طويل، حصلت حياة على موافقة الأب، وسافرت إلى لندن. والحقيقة أنها لم تتوصل بأية موافقة من أية جامعة، لكن ادعت ذلك للسفر والبحث عن فرص أخرى، وبمجرد أن وطئت قدماها بريطانيا، التحقت بجامعة «كينغز كوليدج» ثم بجامعة «كامبريدج»، وهاهي اليوم تقوم بأعمالها في مجال التكنولوجيا البيولجية وهو ما من شانه أن ينقد آلاف الأشخاص في الدول السائرة في طريق النمو. فطومة نور (الصومال): حصلت فاطمة نور سنة 2010 على جائزة التحقيق الصحفي التي تمنحها إذاعة «إفريقيا» لأصحاب التحقيقات الصحفية المميزة. نشأت في كينيا وسط أسرة صومالية، وعانت من الصعوبة التي تواجهها المرأة عندما تريد التعبير عن رأيها أمام الرجل. ورغم كل تلك العراقيل، تمكنت فطومة من إنجاز تحقيقات صحفية تكشف الحيف الذي تعاني منه النساء في بلدها. داليا زيادة (مصر): ناشطة حقوقية وشاعرة ومدونة حازت على عدة جوائز اعترافا بمجهوداتها من أجل الدفاع عن حرية التعبير بطرق بعيدة عن العنف، حيث أثارت الانتباه قبل أن تهب نسمات الربيع العربي على المنطقة بوقت طويل. شاركت سنة 2010 في إعداد تقرير يعتبر بعنوان» تبني خطاب جديد للمرأة في العالم الإسلامي» إلى جانب العديد من المنشورات الأخرى التي تندرج في صلب اهتماماتها الرامية للنهوض بمجال الحريات والديمقراطية في بلدها. شاركت في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ورغم أنها لم تتمكن من انتزاع مقعد داخل مجلس الشعب، إلا أنها تواصل معركتها النضالية من اجل مستقبل أفضل لمصر. رزان زيتونة (سوريا): عندما تلقت رزان خبرا على القناة السورية الرسمية بأنها أصبحت مصنفة في خانة العملاء الأجانب، أدركت أن الوقت قد حان لمغادرة البلد. لكن قبل ذلك، قامت هذه السيدة الحقوقية، التي شاركت في تأسيس منظمات حقوقية في البلد، طيلة عدة أشهر بكشف همجية قوات الأمن السورية منذ بداية الانتفاضة. وكانت تمد وسائل الإعلام الأجنبية بالمعطيات التي تتوصل بها. وما تزال زيتونة مختفية عن الأنظار لكن جهودها حظيت بالاعتراف والتكريم على الصعيد العالمي، حيث تم منحها شهر أكتوبر الماضي جائز «آنا بوليتكوفسكايا».