اعترضت قوات الأمن، صباح أمس الخميس، طريق قدماء المحاربين والعسكريين الذين كانوا يعتزمون الاعتصام أمام أبواب القصر الملكي بالرباط. هذا الاعتراض أدى إلى وقوع اشتباكات بين قوات الأمن وقدماء العسكريين والمحاربين. ورغم ذلك أصر هؤلاء المحتجون على الزحف نحو القصر، مما فاجأ قوات الأمن التي عجزت عن كبحهم وصدهم عن التقدم بأعداد فاقت 100 متقاعد، من بينهم أرامل قدماء العسكر والمحاربين إلى أن قرروا الاعتصام بجانب أسوار القصر الملكي لعل أصواتهم تجد من يستمع إليها، حسب قولهم. ولم تكف قوات الأمن، التي نزلت بأعداد كبيرة، بحماية المداخل المؤدية إلى القصر. بل أدى تدخلها إلى تغيير مكان الوقفة التي تحولت إلى مسيرة توجه من خلالها المعتصمون إلى مقر أركان الحرب التابعة للقوات المساعدة تحت إنزال أمني كبير. على الصعيد نفسه، لم يجد قدماء المحاربين وقدماء العسكريين من وسيلة يُسمع بها صوتهم سوى تنظيم وقفة أمام البرلمان، صباح نفس اليوم، نددوا من خلالها بالتهميش والإقصاء الذي يعانون منه. وشدد البيان العام الصادر عن التنسيقية الوطنية للمحتجين الذي حصلت الجريدة على نسخة منه، على مجموعة من المطالب من بينها: الرفع من معاشات قدماء العسكريين وقدماء المحاربين إلى 5000 درهم كحد أدنى. تسوية أوضاع الأرامل، وذلك بحصولهن على معاش أزواجهن بكامله. تفعيل الامتيازات التي يقرها القانون الأساسي لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية إلى غيرها من المطالب التي جاءت في البيان. قدماء المحاربين والعسكريين الذين يطالبون بتوفير شروط العيش الكريم، نددوا بالتعامل المجحف مع تضحياتهم، أوضحوا أن سلمية وقفتهم قد تتحول الى تصعيد خطير، واستنكروا كذلك طمس الزيادة الأخيرة لأجورهم المتمثلة في 600 درهم، والتي لم تطبق ولم يحصلوا عليها، بالإضافة إلى الحق في السكن والصحة.. وغيرها... أرامل قدماء المحاربين والعسكريين احتججن علي الممارسات التي تمارس في حقهن، والتي اعتبرنها مجحفة، كما جاء على لسان إحدي الأرامل، حيث طلب منهم تأدية 250.000 درهم لتسوية أوضاع السكن، وهو المبلغ الذي ليس في استطاعتهن توفيره مع راتب 600 درهم في الشهر، بالإضافة إلى أن الأدوية تأخذ حصة الأسد من مصاريفهن الشهرية مع الأمراض المزمنة. وأضافت الأرملة أن الدولة مطالبة بتسوية أوضاع قدماء العسكريين وقدماء المحاربين وأراملهم مع ضرورة الزيادة في الأجور. وقد عرفت شعارات الوقفة المطالبة بمحاسبة أسماء كبيرة داخل المؤسسة العسكرية ولم تستثن أيضاً التنديد بالإقصاء والتهميش الذي لحق قدماء العسكريين والمحاربين، فيما توعد قدماء العسكريين والمحاربين بمواصلة احتجاجاتهم السلمية والاعتصام حتى الموت في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة.