بعد مخاض عسير وانتظار إشارة الضوء الأخضر من طرف إدارة قناة «الأولى» - الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة - انطلق المخرج شفيق السحيمي، وبمساعدة أوديل لوفاسور، في مدينة ميدلت، منذ شهر دجنبر الماضي في تصوير عمله التلفزيوني الجديد، الذي يحمل عموان «شوك السدرة»، الذي يرصد أحداثا - بشكل درامي، تلفزيوني - لحقبة معينة من تاريخ المغرب الحديث، تمتد من سنة 1933 وإلى غاية حصول المغرب على الاستقلال في سنة 1956، عبر ستين حلقة، التي من المنتظر أن يرى المشاهد المغربي نورها ابتداء من شهر رمضان المقبل على شاشة «الأولى» التي، ولا شك، ستكون أحد البرامج الدرامية الأساسية التي ستراهن عليها دار لبريهي لتحقيق نسبة مشاهدة عالية ، بالنظر لطبيعة الموضوع الذي يتناوله «شوك السدرة»، وكذا لبصمة المخرج شفيق السحيمي، الإخراجية والتجسيدية أيضا، التي يضعها على جميع أعماله الدرامية التي تمتح من الواقع، والمطبوعة بالسهولو والبساطة، التي تتغيا الوصول إلى شراذح عريضة من المشاهدين.... «شوك السدرة» الذي يجري حاليا تصوير العديد من مشاهده بشكل متواصل، يصل عدد الممثلين الذين يقومون بأدوار رئيسية فيه إلى ثمانين (80) ممثلا وممثلة، إلى جانب وجوه أخرى تقوم بأدوار ثانوية، حيث يصل الجميع إلى ما يفوق 400 ممثل وممثلة.. ومن بين الأسماء البارزة الحاضرة في هذا العمل التاريخي الكبير، بالإضافة إلى المخرج والممثل شفيق السحيمي، هناك مصطفى اهنيني، محمد حراكة، مصطفى الداسوكين، عبد الكبير حزيران، زهور السليماني، محمد التسولي، برادي عبد الرحمان، فاطمة حركات، زكرياء عاطفي، محمد عاطفي، محمد اليزيدي وآخرون.. الذين سيتحولون فيما بعد إلى كل من مدن تازة، ابن سليمان، الدارالبيضاء، تاونات، الصويرة ثم المناطق الصحراوية جنوب المغرب بكل من العيون والداخلة وبوجدور لاستكمال أحداث المسلسل الذي سيكون مدعما ب«أفلام تسجيلية تاريخية ووقائع مختلفة فنيا لإعادة تركيب الأحداث والوقائع التي عرفها المغرب بدءا من معركة بوكافر باعتبارها أحد معارك النضال والتصدي للمعتدي وللنهج الذي سلكه العطاويين في مواجهة المستعمر في اختيار طريقة الهجوم المباغت التي سلكها موحى وحمو الزياني وأبدع فيها عبدالكريم الخطابي باقتحام مواقع قوات العدو ومراكز الضباط وقطع طرق التموين على جيوش الإحتلال التي عمدت إلى أساليب الإبادة الوحشية وقنبلة عيون المياه وفتك الماشية وفرض الحصار المؤدي إلى الجوع والعطش» كما عبر عن ذلك المخرج المغربي صاحب مسلسل «شوك السدرة» الذي تمت تبيئته عن نص «البؤساء» لفيكتور هيغو سواء على مستوى «الزمكان» أو الأحداث.. حيث أن جون فالجان إذا كان قد دخل السجن، في «البؤساء» بسبب سرقة الخبز، ف«بليوط السعيدي»، عند شفيق السحيمي، يذهب إلى السجن من أجل فك الحصار عن بوكافر.. ومن معركة بوكافر تنطلق بداية المسلسل لغاية حصول المغرب على الاستقلال، وما بينهما «سيعاد - حسب المخرج - تأسيس وتشكيل أبرز المعارك والإنتفاضات الشعبية البطولية لتي عرفتها المدن والقرى المغربية لمواجهة الاستعمار الذي لم يدخر جهدا لبسط نفوذه وهيمنته على التراب الوطني قرابة ثلثي قرن، فقسم البلاد إلى مناطق ونفوذ موزعة بين فرنسا واسبانيا ونظام دولي..»، حيث سيتم التركيز، كذلك، فيها على دور المرأة الفعال ومساهمتها في معركة النضال والكفاح القوي للمقاومين والمقاومات المغربة في نيل المغرب استقلاله بكل استحقاق وعزة وكرامة، «مع الشيخ أحمد الهيبة بالجنوب ومع موحى وحمو الزياني بالأطلس المتوسط وعبدالكريم الخطابي بالريف وعسو بسلام ببوغافر وغيرهم ممن صنعوا عظيم المحطات التاريخية الطافحة بالمواجهات والمقاومات ضد المحتل الأجنبي لتحقيق الحرية والاستقلال والوحدة والسيادة الوطنية..»