هل ستستمر «غابة السلوقية» في أداء وظيفتها الطبيعية، وهي الحفاظ على التوازنات الطبيعية والبيئية كسالف عهدها منذ أن حبا الله بها عروس الشمال؟ أم ستستسلم لتجار العقار الذين يقتلون طنجة ويمشون في جنازتها ؟ منعشون فتكوا بأنيابهم المسمومة جسدها الجميل الذي عشقه إلى حد الثمالة كبار الكتاب والأدباء والشعراء والفنانين العالميين وتركوا بصمات تشهد على هذا الإفتنان؟ سيل من الأسئلة الجارفة والحارقة يطرحها الرأي العام بهذه المدينة بعد أن بدأ يتناهى إلى علمه بأن أسوأ أيام منتزه « السلوقية « ، كواحد من المتنفسات الطبيعية اليتيمة التي تقصدها العوائل الطنجاوية حين تخنقها روائح الإسمنت والزفت ودخان البنزين ، ( أسوأ أيام السلوقية ) هو ما يتم الإعداد له في سرية تامة ، يقول مصدرعلى دراية قوية بتموجات ملف العقار بمدينة طنجة . فحسب نفس المصدر ، فإن الفضاء الذي يوجد في موقع (يطل على البحر ) له من الجمالية والروعة ما يسيل اللعاب، يعتبر منطقة خضراء حسب المخطط المديري للمدينة، غير أن هناك «مخططا » قطع أشواطا ، بضيف نفس المصدر، يروم إدخال تعديل على المخطط المديري يجيز «افتضاض بكارة» هذه الغابة . ولتمرير ذلك يختفي البعض وراء السمفونية المشروخة «هناك تعليمات من جهات عليا !» الشجرة التي كانت تغطي الغابة، اقتلعها المغاربة من الجذور حين صادقوا على الدستور يوم فاتح يوليوز الأخير، والخطب الملكية منذ اعتلائه العرش ، وتوجيهاته السامية للحكومة المنصبة أخيرا ، فيها من العناصر والإشارات ما لم يعد يسمح باستخدام مثل هذه اللغة الخشبية. فهل يكون هذا الخبر مجرد سحابة صيف سرعان ما ستتبدد غيومه، فتعلو البسمة محيا هذا الفضاء الجميل حين سيتناهى إلى علم العموم بأن المعاول التي ستنزل مستقبلا ب « السلوقية » ستكون من أجل إعادة تأهيله ( الفضاء ) حتى يستقبل سكان طنجة وزوارها وهو في أرقى بهائه؟