"موسيقى الأطلس: ذاكرة الفنان الراحل محمد رويشة"، كان هذا هو عنوان الندوة الفنية التي نظمت مساء الجمعة 10 فبراير 2012 بقاعة محمد بردوزي في إطار فعاليات الدورة 18 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء. ساهم في هذه الندوة ثلاثة متحدثين مغاربة يهتمون بالثقافة الأمازيغية و هم : الأستاذة والباحثة في الأدب الأمازيغي فاطمة بوخريص، الناقد والكاتب سعيد يقطين، ثم الإعلامي إدريس كايسي. مع تقديم شهادتين لكل من ابن الفقيد، حمد الله رويشة، و رفيقه، الفنان مولود الحموشي. في كلمتها، تحدثت فاطمة بوخريص عن المسار المتفرد للفنان و عطاءه المتميز بشقيه الأمازيغي و العربي؛ ذلك المسار الذي اختزل ذاكرة جيل ما بعد الاستقلال وما زال وقعه جليا وحاضرا في نفوس الكثيرين الذين يتذوقون هذا الطراز الفني الأصيل. وأشارت بوخريص أيضا إلى بعض الأبعاد الفنية التى وسمت إبداعات الفنان رويشة، مذكرة أن جل أغانيه ذات طابع وطني، وكوني، وصوفي، كونه تغنى بجمالية بلده وأفرد للمواضيع الدينية جملة من قصائده الرائعة. أما سعيد يقطين، فقد كانت مداخلته حول الثقافة الشعبية والوطنية في رصيد رويشة الغنائي، حيث أن المرحوم أسهم إلى حد كبير في نقل الثقافة الشعبية من مستوى ضيق إلى مستوى عام، وهذه الثقافة تجسد وتعبر عن المعنى الحقيقي للإنسان. و قد كان رويشة -على حد قول يقطين - مثالا حقيقيا للثقافة الشعبية المنبعثة من جبال الأطلس، كونه كان ينهل أغانيه دوما من المحيط الذي عاش فيه ليقدمها إلى محبيه في قالب موسيقي أصيل. و دعا سعيد يقطين، في هذا السياق، إلى التشبث بالأصول الثقافية وإلى ضرورة جمع كل الدراسات و البحوث التي تهتم بالتراث الشعبي القح. وفي الأخير تحدث إدريس كايسي عن محمد رويشة الإنسان والفنان، فشدد على أن رويشة، واسمه الحقيقي محمد الهواري، كان إنسانا وديعا، زاهدا، بسيطا؛ يجوب الأزقة و الدروب راجلا، يعرفه الصغير والكبير، دائم الابتسامة، متواضعا ، و فنانا، جعل من آلته "الوتار" آلة موسيقية عالمية، آلة تلتصق بهموم و أفراح الناس وآلامهم؛ وهذا ما جعله يتفوق على فنانين كبار من بني عصره.