حضر فابيو كابيلو إلى لندن قبل أربع سنوات، وهو يحمل سيرة ذاتية مذهلة، لكن رغم كل نجاحاته مع الأندية فإنه رحل وهو يتحدث الانجليزية بشكل ضعيف جدا، وترك البلاد وهي مليئة بالانقسامات ولايزال أمامها الكثير للنجاح في بطولة أوروبا لكرة القدم 2012. ومن السخرية أن مسيرته مع إنجلترا انتهت فعليا بمقابلة إعلامية أجراها في بلده إيطاليا، عندما قال إنه لا يتفق تماما مع قرار الاتحاد الانجليزي لكرة القدم بتجريد جون تيري من شارة قيادة منتخب إنجلترا. وشعر كابيلو - الذي يملك وفرة من الألقاب والبطولات ويتطلع إلى الاعتزال مع بلوغه 66 عاما هذا العام - بأنه تم إضعافه وخيانته. ويبدو أن الاتحاد الانجليزي شعر بالشيء نفسه وطالب المشجعون بالاجماع - في المداخلات الهاتفية ومواقع التواصل الاجتماعي على الأقل - بتعيين مدرب إنجليزي يستطيعون هم واللاعبون فهمه. وتبدو هذه نقطة ثانوية هذه الأيام، حيث يضم الدوري الانجليزي الممتاز لاعبين ومدربين من جميع الجنسيات، وهو أمر كان سيتم تجاوزه بالتأكيد إذا كان حقق نجاحا في نهائيات كأس العالم 2010. وفي ظل خبرته الواسعة في مؤامرات وحيل الدوري الإيطالي والإسباني، إلا أنه بدا في موقف ضعيف عندما اضطر للتعامل مع العبء الكبير الذي يفرضه منصب مدرب إنجلترا، وشعر بالارتباك دائما بأسئلة صحفيين يعملون وفقا لتوجهات عديدة. وكانت التوقعات الزائدة ومقالات الرأي الحادة وأمور تصرف الانتباه خارج الملعب - ليس فقط المتعلقة بجون تيري - جزءا من الوظيفة، وحتى راتبه السنوي الذي يبلغ ستة ملايين جنيه استرليني، فشل في جعله يتأقلم على ذلك. واعتاد مشجعو إنجلترا على ذلك مثلما كان الأمر مع أول مدرب أجنبي للمنتخب الانجليزي، سفين غوران إريكسون، الذي تألق أيضا في تجاربه السابقة قبل أن يسقط عندما أصبحت الأمور أكثر جدية. ومثل العديد من الذين سبقوه استمتع كابيلو بفترة جيدة طويلة، إذ جلب المدرب الجاد - وهو ما قد يبدو مضحكا الآن - الانضباط إلى التشكيلة، التي فشلت في التأهل لبطولة أوروبا 2008 تحت قيادة ستيف مكلارين. وعلى عكس المعتاد سابقا، عندما كانت إنجلترا تدخل البطولات بتوقعات عالية، تبدو الاستعدادات للبطولة في مهب الريح. لذلك سيرحل كابيلو تاركا المنتخب الانجليزي واتحاد كرة القدم والمحاكم لإصلاح الفوضى.