حمل التقرير المالي لفريق الرجاء البيضاوي خلال جمعه العام العادي، الذي انعقد يوم رابع يوليوز الماضي، عجزا ماليا بقيمة .53 6829532 درهم. هذا العجز كان بمثابة إنذار على أن الفريق الأخضر قد يعرف بعض المتاعب في أول موسم احترفي له. ومباشرة بعد هذا الجمع العام كان الطلاق مع المدرب امحمد فاخر، بسبب اختلاف في الرؤى مع الرئيس عبد السلام حنات الذي رفض تلبية مطالبه، بانتداب عدد من اللاعبين في مراكز محددة، وكذا بإلغاء معسكر إسبانيا، بداعي عدم التوفر على السيولة المالية اللازمة، لكل مطالب فاخر، قبل أن يجد الرئيس عبد السلام حنات نفسه مضطرا إلى انتداب العديد من الأسماء، دون تقديم الإضافة المرجوة للفريق، الذي كان يصارع في الرتب الأخيرة، ووجد نفسه مجبرا على مغادرة دوري أبطال إفريقيا، دون تحقيق أي انتصار، وكذا خروجه المبكر من كأس العرش على يد أولمبيك آسفي بمركب محمد الخامس، فعلت الأصوات مطالبة برحيل المكتب المسير، محملة إياة مسؤولية ما يقع داخل القلعة الخضراء. حالة الارتباك تواصلت، ودفعت المكتب المسير إلى تغيير المدرب الروماني إيلي بلاتشي، الذي لم يستطع تحقيق مع وعد به عند توقيع عقد خلافته لفاخر. هذا الوضع كانت له العديد من التبعات المالية داخل الفريق، الذي وجد نفسه بعد انتهاء مرحلة الذهاب مطالبا بالوفاء بالعديد من الالتزامات المالية تجاه اللاعبين، وكذا مفاوضة البعض منهم لفك الارتباط، بعدما أصبحوا خارج حسابات المدرب الفرنسي بيرتراند مارشان. الأزمة المالية داخل الرجاء تجلت في أكثر من مناسبة، كانت آخرها مع بداية معسكر الفريق بالجديدة عندما تخلف اللاعب ياسين الصالحي، لعدم توصله بمستحقاته المالية، وخاصة الشطر الثاني من منحة التوقيع، الذي كلف الفريق ما يناهز 300 مليون سنتيم، ناهيك عن التزامات أخرى، لم يتمكن الرجاء من تخطيها إلا بتسريح لاعبه السينغالي ممادو بايلا إلى فريق أم صلال القطري. فإذا كان هذا حال فريق الرجاء البيضاوي، فكيف سيكون الواقع داخل فرق أخرى تقل عنه إمكانيات وشعبية؟ لقد كشف الشطر الأول من أول بطولة احترافية أن وضعيات العديد من الفرق الوطنية لسيت على مايرام، وأن الاحتراف ربما سيظل مجرد حلم حتى حين. لايختلف اثنان حول كون المفهوم البسيط للاحتراف يعني بالدرجة الأولى الراحة المادية، فالفريق ينبغي أن يتوفر على ميزانية قارة وحتى إن قدم ضمانات فينبغي أن تكون حقيقية، حتى لا يجد نفسه مع صافرة البداية يصارع من أجل توفير الحد الأدنى منها. إن فريق الرجاء البيضاوي، وبالنظر إلى التجربة التي راكمها، والطريقة التي كان يسير بها، والإمكانيات المالية التي استفاد منها، كان ينبغي عليه أن يكون رائدا ومبادرا إلى الاحتراف، حتى قبل أن تفرضه الجامعة الملكية المغربية، بضغط من الفيفا، عندما سطر برنامجين للممارسة، إما الهواية أو الاحتراف، ولا منزلة وسطى بينهما. فالفريق الأخضر، الذي لم تتعد ميزانيته السنوية في آخر تقرير مالي بلغ 45768845.93 درهما، يبقى دون الحجم الذي يريده عشاقه، خاصة وأن هذا الرقم المالي سجله الفريق الأخضر عند فترة رئاسة أحمد عمور في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي، مما يعني أن عجلة التطور توقفت داخل الفريق الأخضر، كما أنه يشكف غياب مخططات عمل على المديين المتوسط والبعيد وتجسيد عقلية الاستثمار.