يستعد سعيد بن عمار، شاب فرنسي من أصل مغربي في السادس والعشرين ربيعا من عمره، لتحقيق حلم حياته في خوض مغامرة عبور المحيط الأطلسي بواسطة التجديف، منفردا ودون توقف، منطلقا من دكار باتجاه كايين «غويانا الفرنسية». ويحاول هذا الشاب وليد مدينة الناظور من خلال مغامرته هاته تجاوز قدراته لإثبات شعاره «عندما نريد، نستطيع». ويتعلق الأمر بسباق لا مثيل له لعبور 4700 كلم داخل المحيط الأطلسي بواسطة التجديف وربط دكار بكايين فقط بطاقة المجداف ودون مساعدة أو دعم. لشهور عديدة وسعيد، أصغر المشاركين في هذا السباق، يحضر للمشاركة في هذا الإنجاز، وهو المدمن على الرياضات المائية، والممارس لفنون الدفاع عن النفس، واللاعب المُجيد للعبة كرة القدم، حيث بذل من مكان إقامته بغرونوبل جهودا حثيثة خلال الشهور الأخيرة ليكون في مستوى الأداء العالي، وقضى ساعات طويلة في التجديف، وإجراء تداريب التحمل والترويض وأيضا التأمل لشحذ قدراته النفسية والعقلية. ومع اقتراب ساعة البدء، يواصل سعيد على شاطئ «نغور» الصغير بدكار، تحضير قاربه ذي الثمانية أمتار طولا و1.6 متر عرضا، في محاولة حثيثة لتدبير كل جزء مهما صغر من المساحة المتوفرة المخصصة في مؤخرة الزورق لتخزين مواد غذائية مجففة وكمية صغيرة من المياه وبعض الحاجيات الضرورية كأدوات الملاحة لتحديد المواقع وخرائط وهاتف يشتغل عبر الأقمار الصناعية، لتفضل من مساحة الزورق الصغيرة مقدمته، حيث قمرة لا تفي إلا بما يسمح للملاح بالاستلقاء للنوم.